حبيبتي الغالية
طفلة ايامي
مولودة الحياة
هدية الدنيا
تعشق الرسم
امسكت ريشتها وهمست لي
اريد ان ارسم رسمة
فسألتها عن ما بخاطرها كي ترسمه
فاجابت بالنفي
فقلت لها: دعي ريشتك ترسم وتعبر
دعيها تنتقي الالوان وتعبر بها
امسكت صغيرتي ريشتها واختارت اللون الابيض
فرسمت طائر جميل يدعوا الي الحرية
وقالت: انظري له أراه سعيد علي الورق يتنقل بين الاشجار
جناحيه سليمان يساعدانه علي العلو للافق وكأنه راحل للسماء
وإذ فجأة طار الطير من الورق ورفرف حولها ورحل
فقالت: يبدو اني اختارت اللون الخطأ
فقلت لها: لا يا حبيبتي
بل الطائر رمز الحرية رمز السماء
فدعيه يحلق ويرفرف بين الواقع والاحلام
ودعي ريشتك تختار احلي الالوان
فأختارت اللون الاحمر
رسمت وردة جميلة في بستان ملييء بالازهار
متفتحة الاوراق ... ندية الملمس
تبهر العين بالنظر اليها
فقالت لي: ما اجملة من لون جميل
رسم وردة حمراء رائعة ترمز للحب وللمشاعر
مدت يدها كي تلمس وردتها
ولكن
اشواكها لهبت يداها واوراقها تساقطت علي الارض
فضاقت وقالت: حتي اللون الاحمر صار مثل الابيض
الم اختار اللون السليم
فقلت لها: لا بل اختارتي اللون الجميل
رمز الحب والاشواق
ولكن يا صغيرتي الاشواق محلها القلب
فقلبك ينبض بالحب رغم موت الوردة
فأختارت لوناً اصفراً
ورسمت شمس الصباح وابتسمت فرحة بالضوء اللطيف
والاشعة الاسعة
وقالت: النهار جميل انظري كيف ينظر الينا قرص الشمس
لونة مالييء ارجاء المكان مسيطر علي كل ما حولة وكأنه اقوي الالوان
رمز الصباح ... رمز الغيرة
ولكن سرعان ما غطت اشعة الشمس سحابة واتيت ايضاً سحابة
وتغير لون النهار
فصاحت لا لست مخطأة ارجوكي لا ترحلي يا شمس النهار
عودي الي من جديد
فيومي مازال في البداية
فقلت لها: لا تحزني فالشمس ترحل كي تعود بشوق
تذهب وتداعبنا ايضاً
تختفي كي نشتاق اليها كل يوم
فأمسكت ريشتها وهي حزينة ورسمت الغروب
وقالت: اشعر بالحزن بمنظر الغروب
فقلن لها: انه نهاية يوم وذكري رحيل يوم
ولكن معة آمل بيوم جديد
وسريعاً امسكت ريشتها واختارت اللون الازرق
فرسمت بحر مموج , امواجه هادئه
وقالت: اشعر بحاجتي للصمت امام البحر
اتحدث اليه فيسمعني , اناجيه واحاكيه
كأنه مني
فقلت لها: البحر عالم خفي جميل
موجاتة حالتنا النفسية
وصفو مياهة من صفاء يومنا
فالبحر صديقك وقت الضيق
وهو ونيسك الذي يسمعك
ترمين بوجعك واحزانك به فلا يتكلم
لا يلومك ولا يغضب منك
لو صمتي امامة يسمعك لحن السكون
لحن الهدوء لحن الوفاء
واخيراً مسكت ريشتها واختارت آخر الالوان
اختارت اللون الاسود
وبكت وهي ترسم الليل
فسالتها: ماذا ابكاكي؟
قالت: قد حل الليل
ابكي من يومي التعب واخاف منه كثيراً
اخاف ان يكون الليل آخر الواني
اخاف ان لا اصحوا كي اداعب ريشتي
فالليل يذكرني بالموت .. بالرحيل .. والفراق
لذلك ابكي يومي كله
لا بل ابكي عمري كله
فصمت حزينة لاجلها
وهكذا كانت حكاية صغيرتي مع الالوان
مواقع النشر (المفضلة)