مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: الوسائل الإسلامية لمكافحة الجوع

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Thumbs Up الوسائل الإسلامية لمكافحة الجوع

    لكي يعيش الإنسان ويحيا لابد أن يتم إشباع الحاجات الأساسية له وعلى رأسها الطعام، وإلا تعرض للجوع الذي يعرف بأنه “عدم حصول الإنسان على كفايته من الغذاء إما في صورة عدم الحصول على ما يقيم حياته من الغذاء فيموت، أو عدم الحصول على ما يشبعه فتخور قواه، أو عدم الحصول على غذاء سليم فيصاب بأمراض سوء التغذية”، وبالجملة فإن الجوع بلاء ومصيبة كبرى استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم بالله منه فقال “اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع” (رواه ابن ماجة).

    الظلم الاجتماعي

    ووجود جوعى في العالم يدل على الفشل والظلم الاقتصادي الاجتماعي، ذلك أن الهدف النهائي من الاقتصاد هو إشباع الحاجات الإنسانية وعلى رأسها الطعام، وأن معايير نجاح أي نظام اقتصادي هي: الكفاءة في الإنتاج والعدالة في التوزيع، فإذا لم يجد كل إنسان كفايته من الغذاء السليم كان ذلك دليلا واضحا على فشل الاقتصاد من جهة وعلى الظلم الاجتماعي من جهة أخرى، وللأسف هذا ما نراه واضحا في عالم اليوم إذ تشير إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو) إلى أنه يوجد حوالي 850 مليون إنسان جائع في العالم، وتزداد الصورة سوءا إذا علمنا أن 36 مليون إنسان يموتون بسبب الجوع أغلبهم من الأطفال، فهل يوجد دليل أوضح من ذلك على فشل النظم الاقتصادية المعاصرة وعلى الظلم الاجتماعي في عالم اليوم الذي تزيد الفجوة فيه بين الأغنياء المتخمين والفقراء المحرومين.

    لقد خلق الله عز وجل الأرض بما يزيد على حاجة الكائنات كلها للغذاء فكما يقول علماء الأغذية فإن الموارد الزراعية للغذاء في الأرض بوضعها الحالي قادرة على إطعام 12 مليار نسمة، أي ضعف عدد سكان الأرض، ونظرا لتنامي أزمة الغذاء، فلقد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر من الأمم المتحدة عام 1948م على أن الغذاء من الحقوق الأساسية لكل إنسان يجب على المجتمع توفيره له سواء من خلال قدرته الشرائية الذاتية أو من خلال التكافل الاجتماعي، وقامت الأمم المتحدة بإنشاء “منظمة الأغذية والزراعة - الفاو” لتتولى تحقيق هذه المهمة، ومن أجل ذلك تعقد هذه المنظمة كل عام القمة العالمية للأغذية لبحث السبل والأساليب اللازمة لمكافحة الجوع.

    ورغم وعد القمة عام 1996م بتقليص عدد الجائعين إلى النصف بحلول عام 2015م وكانوا حينها 800 مليون، فإن عددهم وصل الآن بعد مرور عشر سنوات من هذا الوعد إلى 850 مليوناً أي أن عدد الجوعى زاد ولم ينقص، وهذا أيضا رغم الجهود التطوعية في كل دولة من خلال الجمعيات الأهلية العديدة التي أنشئت تحت مسمى جمعيات مكافحة الجوع، والشيء الذي يزيد الأسف أن نسبة الجوع تتزايد في العالم الإسلامي في الوقت الذي أولى دينهم موضوع مكافحة الجوع اهتماما كبيرا وجعل ذلك من أهم أبواب الخير.

    حلول إسلامية

    والوسائل الإسلامية لمكافحة الجوع كثيرة ومتنوعة من أبرزها:

    * أولا: الاهتمام بالزراعة باعتبارها المصدر الأساسي للغذاء فبجانب استفادة المزارع من الناتج الزراعي اقتصاديا فإنه ينال الثواب الجزيل من الله عز وجل في حياته وبعد مماته طالما تأكل الكائنات الحية من زرعه وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “من غرس غرسا أو زرع زرعا فأكل منه إنسان أو سبع أو دابة أو طير إِلا كان له به صدقة”.

    * ثانيا: الحث على والترغيب في إطعام الطعام، مع أن إطعام الطعام نوع أو صورة من الصدقات التي حث عليها الإسلام وأمر بها بشكل عام إلا أنه لعظم وأهمية الإطعام جعلها صدقة متميزة عن باقي الصدقات حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإطعام الجائع فقال “أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني - أي الأسير” (رواه البخاري) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا “يا أيها الناس أفشو السلام وأطعموا الطعام وكونوا إخوانا كما أمركم الله عز وجل” (رواه ابن ماجة) ويرغب الرسول صلى الله عليه وسلم في إطعام الجائعين بنوال الثواب العظيم من الله عز وجل فيقول “أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة” (رواه أحمد) ويبشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالدرجة العالية في الجنة فيقول “إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وتابع الصيام وصلى والناس نيام” (رواه أحمد).

    * ثالثا: إطعام الطعام من أبواب الخير: وفي ذلك تأتي عدَّة أحاديث نبوية شريفة منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم “خيركم من أطعم الطعام” (رواه أحمد)، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم “أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” (رواه البخاري)، ويبشر الرسول صلى الله عليه وسلم من يطعم الجوعى بالخير فيقول “الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير” (رواه ابن ماجة).

    * رابعا: التحذير والترهيب من وجود جوعى في المجتمع ويحمل الجميع وزر ذلك ويعاقبهم الله عز وجل على ذلك عقابا شديدا ويصور الله سبحانه صورة هذا العقاب في صورة واقعية في قوله تعالى “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ”( المدثر: 38 - 44) بل إن القرآن الكريم توعَّد من لا يدعو بالقول إلى إطعام الجائعين فيقول ربنا سبحانه “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ على طَعَامِ الْمِسْكِينِ” (الماعون: 1 - 3) ويؤكد الله عز وجل هذا الوعيد في آية أخري فيقول عن أهل الشمال يوم القيامة “خُذُوهُ فَغُلُّوه. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ. ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ. إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ. وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ. فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ. وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ. لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئونَ” (الحاقة: 30 - 37) وعلى هذا النهج في التحذير جاءت السنة النبوية الشريفة فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم “أيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تعالى” (رواه أحمد).

    عبادات وشعائر

    لم يقف الإسلام من مشكلة الجوع عند حد الأمر والحث على إطعام الجياع والتحذير من ترك ذلك، وإنما شرع واجبات وأموراً عملية في صورة عبادات وشعائر دينية منها: سنن مندوب إليها تتم بصورة دورية من أفضل الطعام وهو اللحم مثل الأضحية، والعقيقة.

    وبذل الفضل من الزائد لديه من الطعام حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “من كان معه فضل ظهر -أي مكان للركوب- فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له” (رواه مسلم) فكم من فضل زاد يبقى على موائد الأغنياء خاصة في حفلاتهم يلقى في القمامة وبجانبهم آلاف الجوعى فيمكن تجهيز هذا الفائض بطريقة سليمة وإعطائه للجوعى استجابة لتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم.

    وقد شرع الإسلام إطعام المساكين جزاء على من ترك واجباً من واجبات الدين أو خالف أمراً من أوامره أو ارتكب منهياً عنه، مثل إطعام عشرة مساكين كفَّارة عند الحنث في اليمين، وإطعام مسكين عن كل يوم يفطره غير القادر على الصيام في رمضان، وإطعام ستين مسكيناً لمن يظاهر من زوجته، أو يفطر في نهار رمضان عامدا، والهدي للمحصر في الحج، والفدية لمن ترك واجباً من واجبات الحج، وجزاء قتل المحرم بحج أو عمرة للصيد.

    كما حث الإسلام على أن يكون الطعام المقدم من الأغنياء للفقراء الجوعى سليما من الناحية الغذائية مما يأكل منه الأغنياء ولا يعافونه، ففي توجيه عام للصدقات يقول الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ” (البقرة: 267) ويقول الله تعالى في صفة الطعام الذي يقدم بصفة كفارة “لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ” (المائدة: 89) واتباعا لهذا المنهج القرآني حينما قدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعام عافته نفسه قيل له أفلا نطعمه المساكين؟ قال: “لا تطعموهم مما لا تأكلون” (رواه أحمد).

    وهكذا نجد أن الإسلام اهتم بمشكلة الجوع وعالجها من خلال أساليب عديدة بما يؤكد سبق تفوق النظام الإسلامي على غيره، وأنه جعل إطعام الطعام للفقراء والمساكين من أبواب الخير فيا أيها المسلمون عليكم بالتمسك بدينكم واتباع المنهج الإسلامي لمكافحة الجوع ليعيش المجتمع في سلام وتنالوا رضا الله سبحانه وتعالى وثوابه العظيم وتنجوا من عقابه الأليم.

  2. #2
    ... عضو مميز...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    218
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    [align=center]جزااااااك الله الف خير أخوووووي[/align]

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    وياك ِ أختي العزيزة

    سريانة

    بارك الله فيك وأسعدك

    أن شاء الله مرورك في ميزان

    حسناتك يرب .

    دمتي حفظ الرحمن

  4. #4
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    حبيبتي الله يعطيك العافيه على مجهودك الرائع

    والقيم
    وجزاك الله الف الف الف خير

    وجعل ما كتبت في موازين حسناتك

    دمتم في حفظ الرحمن

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    عـــالـــم الـــوهــم
    المشاركات
    5,453
    معدل تقييم المستوى
    6

    افتراضي

    جزاك الله خير


    وجعله الله في ميزان حسناتك


    ويعطيك العافيه


    تحياتي و تقديري:
    آهات الحب,,

المواضيع المتشابهه

  1. {.. منظمة الزين لمكافحة البدليات..}
    بواسطة ملك العشق في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 801
    آخر مشاركة: 03-02-2015, 05:35 AM
  2. {.. منظمة الزين لمكافحة البدليات..}
    بواسطة ملك العشق في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 342
    آخر مشاركة: 16-03-2011, 12:25 AM
  3. {.. منظمة الزين لمكافحة البدليات..}
    بواسطة ملك العشق في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1184
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 12:32 AM
  4. آخر الوسائل المبتكرة للترقيم !!
    بواسطة كــاتــم الاحــزان في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-03-2005, 10:00 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •