لا شك في أن كلمة التشجيع لها صدي إيجابي كبير في النفس البشرية ولها مدلول خاص لدي المربين والمعلمين خصوصا.
ويعتبر الرياضيون أن وجود الجمهور المشجع من أهم العوامل المحفزة لتحقيق الفوز، وإذا كان التشجيع دافعاً كبيراً لممارسي الرياضة وتحقيق الفوز واقتناص البطولات الرياضية، فإن التشجيع يعتبر بوابة أساسية لتحقيق الطموحات الفردية والجماعية والمجتمعية علي السواء.
فكم من أعمال عظيمة كتب لها الوجود والتميز من أثر التشجيع والتحفيز، فأحيانا تكون أهداف كبيرة وطموحات تناطح السماء فينظر الإنسان إلي سبل تحقيقها فيتضاءل أمامها، ولكن مع العزيمة القوية والتحفيز المثمر البناء والأخذ التام بالأسباب وحسن التوكل علي الله تتحقق الأهداف وتصبح الأحلام حقيقة ولا عجب!
وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يعلم القادة والمربين كيف يكون التشجيع والتحفيز لأصحابه رضوان الله عليهم فلقب أبو بكر (بالصديق) وعمر (بالفاروق) وخالد ( بسيف الله المسلول) ومعاذ بن جبل ( إمام العلماء) وأبو عبيدة بن الجراح ( أمين الأمة ) وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم جميعا .
والحقيقة إن كل إنسان يبحث عن نفسه ويدور في فلكها فهذا يجد نفسه في مال.. وآخر يجد نفسه في علم.. وغيره يجد نفسه في حرفة أو مهارة تميز بها عن غيره، وهناك من يحتاج إلي من يضع قدمه علي الطريق الصحيح في معرفة مواهبه وقدراته التي وهبها الله إليه فهو لا يستطيع أن يقدر مواهبه أو إمكاناته فيكون في انتظار لكلمة تشجيع أو تحفيز، فتتم لديه الحلقة المفقودة ويتعرف علي ضالته فينتبه لها ويحافظ عليها ويكتب في عداد الفائزين والنابهين.
والتحفيز لا يقتصر على فئة دون أخرى ولا يقتصر علي جنس دون آخر، فالطالب يحتاج إلي معلم ناجح يلتقط الموقف ولو كان بسيطا ليجعل منه مادة ثرية للتحفيز والتشجيع لطلابه، فتبدأ المنافسة الجادة ويبدأ تقبل كل طرف للآخر وتنفذ المهام والواجبات دون إلحاح أو مشقة، فيقبل التلاميذ علي الدرس إقبال المشتاق لأنه وجد نفسه وذاته وجد التقدير والاحترام وجد التميز وليس التمييز وشتان بين هذا وذاك.
وأستطيع أن أقول إن في نفس الإنسان كنوزا كثيرة أودعها الله في قلوب وعقول خلقه وعلينا أن نبحث عن هذه الكنوز والدرر بالطرق السليمة والصحيحة التي تعرفنا علي قدراتنا ومواهبنا وكذلك مواهب غيرنا من طلاب أو موظفين أوعمال أو أي فئة كانت.
فلنترك الألفاظ الحادة والسلبية ونستبدلها بالكلمات الهادفة الحانية، ولنبدأ بالصغير للوصول للشيء الكبير، لنتجنب النظرات الجامدة ونستبدلها بالنظرات الحانية البناءة، ولندرب ونعلم قبل أن نمتحن أو نحاسب.
ومن أهم الأسباب الفاعلة على التحلي بالروح المُحفزة :
القراءة في سير الأعلام والمصلحين والعلماء الذين امتازوا بهذا الجانب.
مصاحبة النابهين والفاعلين الباحثين عن سبل التقدم في أي مجال.
ترديد الألفاظ الإيجابية البناءة واستعمالها في الحياة اليومية مثل (أحسنت - ممتاز - إلي الأمام....)
تعلم البحث عن الجانب الإيجابي في كل شيء فلا يخلو إنسان من جانب إيجابي فيه، ولا يخلو عمل من جانب حسن فيه، فأصبح من الممكن الاستفادة من القمامة وتحويلها لأشياء نافعة ومفيدة.
الاستفادة من الوقت واستشعار أهميته.
التميز في أحد الجوانب والنبوغ فيها وتشجيع نفسك إن لم تجد من يشجعك (التشجيع الذاتي).
فلننظر إلي أنفسنا ومن حولنا بعين إيجابية وبعقول متفتحة تجعل من الإمكانيات القليلة والقدرات الضعيفة قوة فاعلة ونشاطاً متدفقاً يحقق الأهداف المرجوة بإذن الله.
إن من أهم ما ندخره لمستقبلنا هو جيل يثق بنفسه وبدينه وأمته وحضارته وتاريخه ويعمل لهذا بكل ما يمتلك من قدرات ومواهب وإمكانات سخرها الله له ولن يكون ذلك إلا ببث روح الأمل، ونشر ثقافة التحفيز والحث علي فعل الخير، وعدم الاغترار بالصعوبات والتحديات.
فلنسارع.. ولنتسابق.. ولنحفز.. ولنشجع.. ولنبدأ..
مواقع النشر (المفضلة)