يعيش البعض وهماً باعتقادهم أنهم قادرون على إخفاء ملامح الزيف والخديعة والمكر وأنهم يجيدون رسم ملامح البراءة والصدق وصفاء القلب، مهما كانت حقارة واقعهم، وسوء نواياهم ودناءة أهدافهم ومراميهم.
فيجيدون سرد أحاديثهم ونواياهم في صالحهم ظانين أنهم بذلك يسيطرون على من حولهم، فيجبرونهم على تقديرهم واحترامهم للأسف!!
فيظل هؤلاء يعيشون دوامة الوهم حتى لو امتدت بعض الأيادي النقية الصادقة وحدثت ألسنتهم الصادقة من قلوبهم النقية، إلا أنهم يراوغون ويعبثون بالحقائق ويأخذون مساحات حرياتهم التي يعتقدون أنها مبرراتهم التي تجيز لهم ما يفعلون وتمنحهم شعوراً كاذباً بحقهم فيما يمارسونه من عبث وخديعة للآخرين.
يدافعون عن أنفسهم بكل استبسال فهم يخشون أن ينكشفوا أمام أنفسهم وأمام الآخرين فيزينون لأنفسهم سوء أعمالهم ويبالغون في التماس الأعذار الواهية ليظلوا بذلك يعيشون في دوائر الوهم.
فالإنسان بطبيعته يدرك الخير والشر، والحميد والقبيح والنافع والضار ولذلك نجد الذين سولت لهم أنفسهم اقتراف الخطايا عادة ما يحاولون الاختفاء عن الأنظار خوفاً على سمعتهم أو مصالحهم الخاصة، متناسين من هو معهم ينظر إليهم ولا يخفى عليه سرهم وجهرهم وأنه قد يمهلهم ليعودوا إلى أنفسهم ويحسنوا إليها وإلى من طالهم قبح عملهم فتتضح لهم بعض الأمور التي تكشف لهم الحقيقة التي كانت على وشك السقوط، وأن رائحة العفن قد بدت تنتشر من خلاياهم، ولكنهم غارقون في أحلامهم الزائفة، متمادون في استهتارهم بالآخرين ضاربين بالقيم والمبادىء والأعراف عرض الحائط، لأنهم يعيشون حالة خداع للنفس قبل خداعهم للغير، ولم يتجرؤوا على مصارحة أنفسهم وإدارة حوار جاد وهادف مع ذواتهم ليضعوا النقاط على الحروف ويتنبؤوا بنهاية دربهم.. إلى أين سيصلون؟ وبالأهداف التي سيحققون؟ وإن توهموا أنهم قد كسبوا من حماقتهم شيئاً..
فهل أعادوا حساباتهم ليتضح لهم كم هم خاسرون، إن هؤلاء المتنكرين بلباس الهداية إن تمكنوا بخبثهم ومكرهم أن يخدعوا ويعبثوا فسيأتي يوم تنكشف ملامحهم وينجلي الزيف ويظهر الحق جلياً حينها هل يجدي هؤلاء ندمهم؟
مواقع النشر (المفضلة)