هذه الهمسة اتوجه بها الى كل ام تعتبر ابنها ملكية خاصة، وليس لاحد غيرها ان يقترب منه او يشاركها فيه.. وهي لا تتخيل ان تخرج نفسها من حياة ابنها الخاصة.. ام تسبح ضد التيار وتسير عكس الاتجاه، ولا يتوقع لمن يسير عكس الاتجاه الا الاصطدام!! الاصطدام بكل شيء.. بزوجة ابنها.. وبابنها.. وبكل من يصادفها وتكون له علاقة به.
مما لا جدال فيه ان سبب هذا هو حبها الدافق لابنها، فعاطفة الامومة ليس لها مثيل تقارن به.. فهي العاطفة الصادقة جدا التي لا تسمو عليها عاطفة، وسلب الام ابنها هو كارثة الكوارث.. واكثر ما تخشاه الام بعد زواج ابنها هو ان تعتقد ما كان ملكا لها وحدها، لاينازعها فيه احد.
ربما يكون هذا الخوف فطريا، ربما يكون مبررا، لكني اود يا عزيزتي الام ان تنظري الى عاطفتك ليس على انها ملكية شخصية، بل عاطفة سامية وراقية.. تبني وتصون، لا عاطفة مدمرة تحطم حياة الابن.
لا ينكر عاقل مدى الدور الذي تقوم به الام نحو ابنائها من رعاية وحنان وشفقة، وما يصاحب ذلك من مشقة، ومن هنا كانت وصية الله جل وعلا بالوالدين خيرا من اللطف في القول وخفض الجناح لهما بالفعل لاسيما الجانب الضعيف وهو الام، نظرا الى عطائها وبرها وفضلها.. لكن وظفي حبك عزيزتي الام في محله، فان زاد على حده من الممكن ان يضر.
همسة اخيرة لك عزيزتي الام ان تتخلي عن نظرة الملكية الخاصة لابنك المتزوج وان تعترفي بينك وبين نفسك ان الزواج سنة الحياة، وان حبه لك يختلف تماما عن حبه لزوجته.
مواقع النشر (المفضلة)