السلام
قصيدة غزلية ....
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/28.gif" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَمِنكَ لِلصَبِّ عِندَ الوَصلِ تَذكـارُ = وَكَيفَ والحُبُّ إِظهارٌ وإِضمـارُ
أَمّا أَنـا فـإِذا أَحبَبـتُ جَارِيَـةً = لَم أَنسَها أَبَـداً وَالنـاسُ أَطـوارُ
يا لَيتَ مَن وَلَدَت حَوّاءُ مِن وَلَـدٍ = صُفّوا اِتِّباعاً لأَمرِي ثُـمَّ أَختـارُ
إِنيّ بُليتُ بِشَخصٍ لَيسَ يُنصِفُني = باغٍ لِقَتلي وَرَبّي مِنهُ لـي جـارُ
صادَت فُؤادِيَ مِكسـالٌ مُنَعَّمَـةٌ = كَالبَدرِ حينَ بَدا بيضاءُ مِعطـارُ
خَودٌ تُشيرُ بِرَخصٍ حَفَّ مِعصَمَهُ = دُرٌّ وَساعِـدُهُ لِلوَجـهِ سَـتّـارُ
صادَت بِعَينٍ وَثَغرٍ رَفَّ لُؤلُـؤُهُ = فالعَينُ مُمرِضَةٌ وَالثَغـرُ سَحّـارُ
يا لَيتَ لي قَدَحاً في رَاحَتي أَبَـداً = قَد مَسَّ فَاها فَفيـهِ مِنـهُ آثـارُ
طوبَى لِثَوبٍ لَها إِنّـي لَأَحسُـدُه = إِذا عَلاها وَشَـدَّ الثـوبَ أَزرارُ
ما سُمِّيَت قَطُّ إِلاّ هِجتُ أَذكُرُهـا = كأَنّما أُشعِلَت فـي قَلبـيَ النـارُ
يا مَن يُسائِلُ عَن وَجدي لِأُظهِرَهُ = إِنَّ المُحِبَّ لتَبـدو مِنـهُ أَسـرارُ
فَاِسمَع مُناقَلَتي وَاُنظُر إِلى نَظَري = إِن كانَ مِنكَ لِما في الصَدرِ إِنكارُ
أَما اِسمُها فَهوَ مَكتومٌ فَلَيـسَ لَـهُ = مِنّي إِلَيكَ بِـإِذنِ اللَـهِ إِظهـارُ
كَأَنَّما القَلبُ مِن يَومِ اِبتُليتُ بِهـا = بَينَ السَماءِ وَبَينَ الأَرضِ طَيّـارُ
ما لِلهَوى لا أَراشَ اللَهُ أَسهُمَـهُ = إِنَّ الهَوى لِعِبـادِ اللَـهِ ضَـرّارُ
أَمسـى يُكَلِّفُنـي خَـوداً مُمَنَّعَـةً = مِنّي وَمِن دونِها حُجبٌ وَأَستـارُ
تِلكَ الرَبابُ وَلا إِعلانَ لَو عَلِمَت = ما بي لَقَد هاجَها شَوقٌ وَتَذكـارُ
طالَ الوُقوفُ بِبابِ الدارِ في عِلَلٍ = حَتّى كأَنّي لِبابِ الـدارِ مِسمـارُ
إِنّي أُطِيلُ وَإِن لَم أَرجُ طَلعَتَهـا = وَقِفي وَإِنّي إِلى الأَبـوابِ نَظّـارُ
أَقولُ لِلدارِ إِذ طالَ الوُقوفُ بِهـا = بَعدَ الكَلالِ وَماءُ العَيـنِ مِـدرارُ
يا دارُ هَل تَفقَهينَ القَولَ عَن أَحَدٍ = أَم لَيسَ إِن قالَ يُغني عَنهُ إِكثـارُ
يا دارُ إِنَّ غَزالاً فيكِ بَرَّحَ بـي = لِلَّهِ دَرُّكِ مـا تَحويـنَ يـا دارُ
مازِلتُ أَشكو إِلَيها حُبَّ ساكِنِهـا = حَتّى رَأَيتُ بِناءَ الـدارِ يَنهـارُ
ما لي أَزورُ أُناساً لَيسَ يَعرِفُنـي = مِن أَهلِهِـم أَحَـدٌ إِنّـي لَـزَوّارُ
أما لَئِن قَبِلوا عُذري لَقَد عَدَلـوا = في حُكمِهِم وَلَئِن رَدّوا لَقَد جارُوا
قالوا نَسيرُ فَلا ساروا وَلا وَقَفـوا = وَلا اِستقَلَّت بِهِـم لِلبَيـنِ أَكـوارُ
ما عِندَهُم فَرَجٌ في قُربِ دارِهِـمُ = وَلا لَنا مِنهمُ في البُعـدِ أَخبـارُ
إِذا تَرَحَّلَ مَن هامَ الفُـؤادُ بِهِـم = فَما أُبالي أَقامَ الحَـيُّ أَم سـاروا[/poem]
العباس بن الاحنف
تحية
ظميان غدير
مواقع النشر (المفضلة)