كأني ارى وردة متفتحة رائعة ، لكنها غرست بين أشجار التين الشوكي تحت طيب شمس الصحراء الملتهبة .!!
أو أرى أرنبآ وديعآ في بيت جميل أعد له خصيصآ ، لكن هذا البيت بني في قفص مليء بلأسود .!!
كل تلك الصور ترتسم في مخيلتي حين أرى صغيرة رضعت الإيمان منذ طفولتها تجلس باسترخاء على مقعد وثير ..
و قد تسمرت عيناها ساعة او ساعات عديدة على شاشة التلفاز
لتتابع فيلمآ أجنبيآ وضيعآ ، او مسلسلآ عربيآ مضيعآ للأخلاق ..
يضطرم قلبي ، و تتسارع أنفاسي ، و لكن اكتم صرختي
فما ذنب تلك الصغيرة ، ؟!
لكني اوجه اللوم لكل أم او أخت او عمة او خالة او كل من لها علاقة بطفلة صغيرة
فأقول : كيف تسمحين لأولئك الممثلين و الممثلات بتربية صغيرتك ؟!..
ماهذا كيف تسمحين بتربية الخادمة لها او تأثير المسلسلات يبدو عليها .!!؟
ربما تصرخين الآن قائلة : لم أسمح .!!
فأقول : تمهلي عزيزتي و اهدئي و تأملي ..
لننظر إلى المدرسة الأبتدائية
أليست المعلمة مربية مسئولة و تشارك في تربية الصغيرة ؟
بلى ، مع انها لا تتعامل معها إلا فترة من الزمن قد لا تتجاوز الساعة يوميآ
مع ذلك فهي مربية
أما الممثلات ،، فيجلسن مع الصغيرة ،، تراهن و تستمع لهن ،،
و ربما تختلي بهن أيضآ ما يقارب الساعة يوميآ و يزدن على المعلمات بأيام الأجازة
((( لننظر إلى الواقع فهو الحكم )))
بمن تقتدي تلك الطفلة في كلماتها ،، في حركاتها ،،
بل حتى في لبسها و تسريحة شعرها أحيانآ .!!
اترك الأجابة لكي أما أنا فقد غرقت في تساؤلاتي
ماذا لو انتشلنا تلك الصغيرة و غرسنا فيها حب الأختلاط بالأخرين و مساعدتهم ؟؟
فالوردة مكانها في الحديقة بين الورود و ان تركت في الصحراء فسوف تذبل و تموت ..!!
ماذا لو نمينا فيها حب التعليم و القراءة و استغلال الوقت ؟
فالقلب كالأرض إذا لم تزرع بطيب الثمار نمت فيها الحشائش البرية ،،،
ماذا لو أقنعناها بمكانتها و أنها تمتلك الكثير
و تقدر على عمل الكثير و الكثير .؟!
و أتساءل أيضآ : هل نحن بحاجة إلى جيل مريض نفسيآ ؟!!
او جيل غارق عاطفيآ ؟؟؟؟!!
او جيل مجهول لغويآ ؟؟؟!!
او جيل مدمر ثقافيآ ؟! او جيل ممسوخ أخلاقيآ ؟؟؟!!!
او جيل مهزوز عقديآ حتى نرمي بصغارنا أمام التلفاز .؟!
و بالتحديد أمام المسلسلات .؟!
لنسترجع ما ضاع .. أم سنضيع ما بقي .؟!
**********
*****
**
ودمتم بخير ..
..
..
..
..
أبــــوصالـــح
مواقع النشر (المفضلة)