من المتداول ان زوجة الاب تحمل في اعماقها كرها كبيرا لأبناء زوجها وقد روجت السينما لهذه الفكرة وتطرق لها الكتاب في رواياتهم، وتناولتها الاساطير قبلهم. ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه: هل حقا تحمل زوجة الاب في اعماقها الشر دائما؟ هل هي انسانة مجردة من المشاعر والاحاسيس ولا تعرف معنى الحنان؟ ام انها تكون ـ احيانا ـ البديل عن الام الحقيقية؟
ان زوجة الاب قد تكون قنبلة موقوتة في المنزل، خصوصا عندما تمتلكها مشاعر الحق والغيرة تجاه ابناء زوجها الابرياء، فتحاول ان تفرق بينهم وبين ابنائها الذين يعتبرون اخوانهم من الاب، فيشعرون بالقهر والحرمان، وربما تسبب مثل هذه التفرقة في المعاملة تكوين عقدة نفسية مستقبلا، وربما يحتاجون الى اختصاصيين نفسيين لمعالجة مثل هذه العقد.
وهناك عدد من زوجات الاب يحملن الحقد في قلوبهن تجاه ابناء الزوج، لكنهن بخبثهن ودهائهن يظهرن عكس ما يبطن، فيتظاهرن بالحب وبالطيبة بل بالتضحية، ولكن في مواقف معينة تظهر حقيقتهن المخبأة، فيثرن كالبركان او ينفجرن كالقنبلة الموقوتة.
ان زوجة الاب تعكس عما بداخلها، او هي صورة عاكسة لقلبها 'فزوجة الاب القاسية انما تحمل في داخلها قلبا اسود حاقدا غيورا، وهذه هي طبيعتها ليس فقط مع ابناء زوجها ولكن مع كل المحيطين بها، فتكون مثل هذه الشخصية ميالة الى الانانية، وحب الذات وحب الخير لنفسها فقط، وتتمتع بآلام الاخرين، وهذه الشخصية تتسم بضعف الوازع الاخلاقي، لانها تؤمن بشعار ان يحب المرء لاخيه ما يحب لنفسه وان بدا المظهر غير ذلك لان بحلاوة اللسان تستطيع مثل هذه الشخصية ان تخدع الاخرين.
اما زوجة الاب الحنون الطيبة فهي تعكس طيبة قلبها وحنية هذا القلب ومدى اتساعه لحب جميع البشر. ومثل هذه الزوجة لا تحب ابناء زوجها فقط بل هي تحب الناس جميعا، والصفاء الموجود بداخل قلبها هو الذي يدفعها الى العطاء من دون مقابل. عطاء تبتغي فيه الخير وكسب الثواب، ولا تبالي بالنتيجة، ومثل هذه الشخصية تكون تربت منذ نعومة اظفارها على الخير وعلى التضحية والعطاء والكرم، وتأثرت بشخصيات في المنزل اتخذت منها مثلا اعلى تقتدي به، ان تربية النفس البشرية عل الخير والعطاء لا يأتي في ليلة وضحاها، انه تدريب منذ الصغر، تلعب فيه الاسرة دورا بارزا وواضحا في صقله، فالصغير يتأثر بمن حوله ويقلدهم في تصرفاته، ويكونون قدوته مستقبلا.
مواقع النشر (المفضلة)