وحول الاسباب التي تودي إلى وجود مثل هذا الفكر المنحرف عند الشباب في الحقيقة ان هناك عدة اسباب وفي مقدمتها الإعلام فله تأثير قوي وفعال على عقول الشباب فهو يستطيع ان يجعل المسلمات امورا مشكوكا فيها والعكس وكذلك في طريقة عرض الاسلام في الإعلام في الندوات والحوارات المباشرة فيما يخص قضايا المسلمين ومآسيهم ولقد وجدت اثناء المناصحة بعض الشباب الموقوفين استهوتهم بعض القنوات الفضائية خصوصا حواراتها المباشرة عندما تضخم القضايا المتعلقة بالمملكة واعطائها اكبر من حجمها وتزيف المعلومات ولله الحمد مع فتح باب الحوار معهم استطعنا بفضل الله اقناعهم بأن كل ما يقال عن هذه البلاد في هذه القناة غير صحيح ورددنا على جميع الشبه التي عندهم.
والسبب الثاني الرفقة المشبوهة فهؤلاء الاقران والاصدقاء والاصحاب لهم تأثير قوي في مسألة تغيير القناعات وأذكر قصة أحد الشباب حيث كان يجلس في الحرم وبجانبه احد الشباب من احدى الدول العربية ويظهر عليه علامات الصلاح وقام بالحديث مع هذا الشاب عن الجهاد وفضله حتى استطاع ان يغير فكر هذا الشاب ويقنعه بالذهاب إلى العراق للجهاد واخذ منه مبلغ خمسة آلاف ريال لإيصاله إلى هناك فأنظر كيف استطاع ان يؤثر عليه بمجرد الحديث معه وما علم ان الجهاد له شروط وله احكام وله طرقه الشرعية والمعروفة وليس بالطرق الملتوية وغير الواضحة .
والسبب الثالث القتاوى الا مسؤولة سواء من اشخاص مغمورين او غير ذلك فتجد الشباب بأخذ من داعية وليس من عالم ويتبع الفتاوى المخالفة والتي فيها تهجم على ولاة الأمر خصوصاً في الانترنت وغيرها.
والسبب الرابع هو الجهل والحماس المفرط فالكثير من الذين قابلناهم في لجان المناصحة لديهم جهل باحكام الجهاد والولاء والبراء وحق ولي الأمر ولديهم حماس زائد ويتصور الشاب انه إذا التزم انه لن يكفر ويغفر ذنبه الا ان يجاهد في سبيل الله بأي طريقة كانت فالحماس والعاطفة هما اللتان قادا الكثير من الشباب إلى سلوك مثل هذا الفكر المنحرف. .
والسبب الخامس هو عزل الشباب عن العلماء من بعض قطاع الطرق الذين يقللون من شأن العلماء ويصفونهم بأنهم علماء سلطة ومال وانهم في ابراج عالية لا يستطيع احد الوصول إليهم وانهم مداهنون ومجاملون مع الدولة فهؤلاء قطاع الطرق الذين اثروا على عقول الشباب واصبح عندهم تصور أن العلماء الكبار ليسوا أهلاً لذلك وان دعاة قطاع الطرق هم الذين يعرفون ويعلمون كل شيء.
مواقع النشر (المفضلة)