:: الفصل الأول ::
ــــــــــــــــــــــــــ
ـ المنظر الأول ـ
( على أطمة بـ يثرب ؛ والوقت ليل )
يهودي : ( يصرخ بـ أعلى صوته ) يا معشر اليهود !
( جماعة من يهود يقبلون ويجتمعون إليه )
الجماعة : ويلك .. مالك ؟
اليهودي : ( يشير إلى السماء ) إنظروا ... إنظروا !!
الجماعة : ( يتطلعون إلى السماء ) ماذا ؟
اليهودي : ( يشير إلى السماء ) طلع الليلة نجمُ أحمد .
××××××××
ـ المنظر الثاني ـ
( عبدالمطلب بـ جوار الكعبة )
إمرأة : ( تجري نحوهـ تصيح ) أبشر يا عبدالمطلب ! أبشر !!
عبدالمطلب : ماذا ؟
المرأة : جاءت آمنة بـ ولد ؛ لا ككلَّ الوِلدان !
عبدالمطلب : ولد ؟
المرأة : لقد نظرت وهو يخرج منها أن قد خرج منها أن قد خرج منها نور رأت به قصور بصرى من أرض الشام !
عبدالمطلب : ( في فرح ) إنها والله للرؤيا التي رأيت . هلّمي بنا
المرأة : ايّ رؤيا ؟!
عبدالمطلب : ألم أر في منامي كأن سلسلةً من فضة خرجت من ظهري لها طرف في السماء وطرف في الأرض ؛ وطرف في المشرق وطرف في المغرب . ثم كأنها شجرة على كل ورقة منها نور ؛ وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها يحمدونها .
المرأة : فلتسم المولود محمّداً
عبدالمطلب : ( في فرح ) نعم . ولألتمس له المراضع .
المرأة : هلّم ؛ فأنظر إليه !
××××××××
ـ المنظر الثالث ـ
( في سوق عكاظ ـ حليمة مرضع محمد بين نسوة
وهي تحمله على صدرها )
إحدى النسوة : من هذا الصبي ؟
حليمة : هو يتيم لا أب له ولا مال .
المرأة : إنا لنرجو أن يكون مباركا
حليمة : إنه لكذلك ؛ لقد رأينا بركته .
المرأة : كيف ذلك ؟
حليمة : كنت لا أروي أبني من لبني ؛ فهو وإبني الآن يرويان ولوكان معهما ثالث لروىَ . لقد أمرتني أمه أن اسأل عنه .
المرأة : ها هنا في السوق عرّاف من هُذيل يريه الناس صبيانهم .
حليمة : نعم ؛ لاعرضنّه على عرّاف هُذيل وأسأله عنه .
المرأة : ( تشير إلى مكان السوق ) هلّمي بنا إليه ؛ إنه جالس في مكانه .
( تنهض حليمة بـ محمّد وتتجه إلى العرّاف )
حليمة : أيها العرّاف ! انظر إلى هذا الصبي وأخبري عنه ..!!
العرّاف : ( ينظر إلى وجه محمد ) ابن من هذا ؟
حليمة : هو يتيم لا أب له .
العرّاف : ( يصيح ) يا معشر هُذيل ! يا معشر العرب !
( يجتمع إليه الناس من أهل الموسم )
الناس : مالك ؟ مالك ؟
العرّاف : اقتلوا هذا الصبيّ !
حليمة : ( تنسلّ بـ محمد ) وَا وَلداهـ ..
الناس : ( يلتفتون ولا يرون شيئاً ) أيّ صبي ؟
العرّاف : ( يلتفت حوله باحثاً عن حليمة ) هذا الصبيّ .... إقتلوهـ ؛إقتلوهـ ....
والناس لا يرون شيئاً
××××××××
ـ المنظر الرابع ـ
( صومعة بحيرا الراهب ببُصرى من أرض الشام )
بحيرا : ( ينظر من صومعته إلى ركب مقبلين ) هذا ركب تجار قريش ؛ عجباً ! ماذا أرى فيه قد تغيّر هذا العام ؟! كثيراً ما يمرون بي فلا أرى ما أرى !
( ينهض إليه خادمه نِسطاس )
نِسطاس : ماذا ترى ؟
بحيرا : أنظر تلك الغمامة التي فوق القوم !
نِسطاس : ( ينظر ) نعم ؛ إنها تُظلُّ غلاماً بين القوم .
بحيرا : هذهـ الغمامة لا تظل إلا نبياً .
نِسطاس : نبياً ؟ أترى هو الذي حدثتني عنه ؟
بحيرا : أكبر ظني . لقد آن أوانه .
نِسطاس : ( ينظر ) هذا الغلام .......
بحيرا : فلنتبين الأمر يا نِسطاس ؛إصنع طعاماً لـِ القوم
نِسطاس : ( يسرع إلى ما أمر به ) نعم .
بحيرا : ( ينادي ) يا معشر قريش ! إني قد صنعت لكم طعاماً ؛ وأحب أن تحضروا كلكم ؛ صغيركم وكبيركم ؛ عبدكم وحرّكم .
أبو طالب : ( من بين القوم ) والله يا بحيرا إن لك لشأناً اليوم ! ماكنت تصنع هذا بنا ؛ وقد كنا نَمر بك كثيراً ؛ فما شأنك اليوم ؟
بحيرا : صدقت ؛ قد كان ما تقول ؛ ولكنكم ضيف ؛ وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاماً ، فتأكلوا منه كلكم .
( يجتمعون إليه ويتخلف الغلام محمد )
أبو طالب : ( لبحيرا الذي ينظر في القوم باحثاً ) مالك تنظر في القوم ؛ عمّن تبحث يا بحيرا ؟
بحيرا : يا معشر قريش ! لا يتخلفنّ أحدٌ منكم عن طعامي .
الجميع : يا بحيرا ما تخلف عنك احد ينبغي ان يأتيك إلا غلاما ؛ وهو أحدث القوم سناً ؛ فتخلف عن رحالهم .
بحيرا : لا تفعلوا . أدعوه فليحضر هذا الطعام معكم .
رجل من قريش : واللاتِ والعُزّى إنه للؤم بنا أن يتخلف إبن عبدالمطلب عن طعام من بيننا .
( يقوم إليه فيحتضنه ويجلسه مع القوم )
بحيرا : ( يلحظ محمدالحظاً سديداً ) ادنُ مني ؛ احدثك .
( ثم يقوم وينتحى به ناحية بعيداً عن القوم )
بحيرا : ( لـِ محمداً همساً ) يا غلام ؛ أسالك بحق اللاتِ والعُزّى إلا ما أخبرتني عما أسالك عنه .
مُحمد : لا تسألني باللاتِ والعزّى شيئاً ؛ فوالله ما ابغضتُ شيئاً قط بغضهما .
بحيرا : فبالله إذاً ؛ ما أخبرتني عما اسالك عنه .
مُحمد : سلنى عما بدا لك .
بحيرا : أتحب العزلة
مُحمد : نعم
بحيرا : أتتأمل في السماء والنجوم
مُحمد : نعم .
بحيرا : أتعلب مع الغلمان كما يلعبون
مُحمد : كلا .
بحيرا : أترى في نومك رُؤى تصدُقُ في يقظتك .
مُحمد : نعم .
بحيرا : ( يُقبل على أبى طالب صائحاً ) يا أبا طالب ! يا أبا طالب ....
أبو طالب : ( في دهشة ) ما شأنك يا بحيرا ؟
بحيرا : ( مشيراً إلى مُحمد ) خبرني ؛ ما هذا الغلام منك ؟
أبو طالب : إبني .
بحيرا : ما هو بـ إبنك . وما ينبغي لـِ هذا الغلام أن يكون أبوهـ حيّاً .
أبو طالب : إنه إبن أخي .
بحيرا : وما فعل أبوهـ
أبو طالب : مات وأمهُ حُبْلىَ به .
بحيرا : ( في شبه همس ) صدقت . أرجع بـ أبن أخيك إلى بلدهـ وأحذر عليه يهود . فوالله لئن راوهـ وعرفوا منه ما عرفت لَيُبْغِنّه شراً . فـ إنه سيكون لـِ إبن أخيك هذا شأن عظيم . نجدهـ في كتبنا وما روينا عن أباءنا .
أبو طالب : ( متعجباً ) شأن عظيم ... لابن أخي هذا ؟
بحيرا : نعم . إن وجهه وجهُ نبي وعينه عين نبي .
أبو طالب : نبيّ ...! وما النبيّ ؟
بحيرا : هو الذي يوحى إليهمن السماء ؛ فينبئ به أهل الأرض .
××××××××
ـ المنظر الخامس ـ
( قبائل قريش مجتمعة عند الكعبة ؛ اعرابي وراعي يرعى غنمه على مقربة منهم )
الأعرابي : ( مشيراً إلى المجتمعين ) من هؤلاء ؟
الراعي : تلك قبائل قريش يختصمون .
الأعرابي : فيمَ يختصمون ؟
الراعي : في بناء الكعبة . كل قبيلة تريد أن تضع حجر الركن دون الأخرى .
الأعرابي : أرى واللاتِ والعزّى أنهم يتحاورون ويتحالفون و يعدون لـِ القتال .
الراعي : أجل . مررت بهم الساعة سوق غنمي فوجدت بني عبدالدار قد قربت جفنة مملوءة دما ثم تعاقدوا هم وبنو عديّ على الموت وأدخلوا ايديهم في ذلك الدم .
الأعرابي : ( يسرع بـ الإنصراف ) هلّم بنا ؛ قبل أن يستفحل الخطب .
( ابو أمية بن المغيرة ينهض في قريش )
أبو أمية : يامعشر قريش ؛ إحقنوا دماءكم وأجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه اول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه .
قريش : رضينا
أبو أمية : ( يلتفت ؛ يرى غلاماً داخلاً )
قريش : (صائحين ) هذا الأمين ! هذا مُحمد !
أبو أمية : أترضون حكمه .
قريش : نعـــم .......
أبو أمية : ( صائحاً ) يا مُحمد ! ... تعلم أنا كنا قد أجمعنا راينا على بنيان الكعبة ؛ وأن القبائل جمعت الجحارة لـِ بنائها ؛ كل قبيلة تجمع على حِدَة ؛ ثم شيدناها حتى بلغ البنيان موضع الركن كما ترى ؛ فاختصمنا فيه ؛ كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى ؛ حتى كاد ينشَب بيننا القتال . وقد رأينا الآن أن نحتكم إليك في أمرهـ ؛ فاحكم بيننا بما ترى .
مُحمّد : هلّم إليّ ثوباً .
أبو أمية : إيتوهـ بـ ثوب .
( يحضرون ثوباً فـ يتناوله مُحمّد ويفرشه على الأرض ويأخذ حجر الركن فيضعه فيه بـ يدهـ )
مُحمّد : لـ تأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب . ثم إرفعوهـ جميعاً
أبو أمية : ( معجباً فرحاً ) مرحى ! مرحى !
( يمرّ بهم شيخ غريب )
الشيخ : ( صائحاً بهم ) يا معشر قريش ! أرضيتم أن يضع هذا الركن وهو شرفكم ؛ غلام يتيم دون ذوي أسنانكم ؟!
أبو أمية : ( في غضب ) مَن هذا الرجل ؟
قريش : هذا شيخ من نجد .
أبو أمية : بل إنه الشيطان ... أغُربْ أيها الرجل ؛ لا شأن لك بما نحن فيه . إن هذا الغلام اليتيم لخليق أن يجمع رأي العرب يوماً وأن يوحد الناس ....
××××××××
ـ المنظر السادس ـ
( في دار أبي طالب )
أبو طالب : ( لـ مُحمّد ) يا أبن أخ ! أنا رجل لا مال لي ؛ وقد إشتد الزمان علينا ؛ وهذهـ عِيرُ قومك وقد حضر خروجها إلى الشام . وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك في مالها ؛ فلو جئتها فعرضتَ نفسك عليها لاسرعت إليك .
مُحمّد : ما أحببت .
أبو طالب : ( ينظر إلى الباب ) ها هو ذا غلامُها ميسرة .
ميسرة : ( يدخل ) مولاتي قد أرسلتني إلي مُحمّد الأمين تعرض عليه الخروج في تجارتها إلى الشام ؛ وتعطيه ضعف ما تعطي رجلاً من قومه .
أبو طالب : ( لميسرة ) وما حَملها على ذلك ؟!
ميسرة : قد سمعت بـ أمانته وحسن خلقه .
أبو طالب : ( يلتفت لـ محمد فرحاً ) يا محمد ! هذا رزق قد ساقه الله إليك .
××××××××
ـ المنظر السابع ـ
( في دار خديجة بنت خويلد وهي مع نفيسة بنت منبه وميسرة )
ميسرة : ( لـ خديجة ) لقد ربحت تجارتكِ يا مولاتي ضعف ما كانت تربح .
نفيسة : إنه الأمين . أو لم يدعوهـ بـ الأمين .
ميسرة : بل إنه النبيّ .
خديجة : نبيّ ....!!
ميسرة : نعم لقد باع سلعته فوقع بينه وبين رجل تلاح ؛ فقال له : إحلف بـ اللاتِ والعزّى ؛ فقال مُحمّد : ما حلفت بهما قط ؛ وإني لأمرّ فأعرض عنهما ؛ فقال الرجل : القول قولك ؛ ثم همس لي : هذا والله نبيّ تجدهـ أحبارنا منعوتاً في كتبهم .
خديجة : ( كالمخاطبة نفسها ) نبي ..! نعم ,, تحس نفسي ذلك .
نفيسة : ( لخديجة ) ماذا بك ...؟
خديجة : ( متفكرة ) يا نفيسة ...
نفيسة : لبيك ....!
خديجة : إنطلقي إلى مُحمّد فأذكريني له ...
نفيسة : ( في عجب ) أنتِ ؟ إنكِ أوسطُ قريش نسباً وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً . وإن قومكِ حريص على زواجكِ لو قدرعلى ذلك وقد طلبكِ اكابر قريش وبذلوا لك الأموال فلم تفعلي .
خديجة :إنطلقي إلى مُحمّد فأذكريني له ...
××××××××
ـ المنظر الثامن ـ
( عند مُحمّد )
نفيسة : ( لمحمّد ) يا مُحمّد ! ما يمنعك أن تتزوج ؟
مُحمّد : ما بيدي ما أتزوجُ به
نفيسة : فإن كُفيتَ ذلك ودُعيتَ إلى الجمال والمال والشرف . افلا تجيب ؟
مُحمّد : فمن هي ؟
نفيسة : خديجة .
مُحمّد : ( في دهش ) حديجة ..؟ بنت خويلد ..؟
نفيسة : نعم
مُحمّد : ( فرحاً ) وكيف لي ذلك ؟
نفيسة : ( في إبتسامة ) عليّ !
مُحمّد : ( في فرح وبلا تردد ) فـ أنا افعل .
إنتهى الفصل الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواقع النشر (المفضلة)