الإيمان بالله هو أعظم مدد للضمير، وأقوي مولد يغذيه ويمده بالتيار الذي يمنحه الضوء والحرارة والقوة والحركة. فعقيدة المؤمن في الله أولاً وعقيدته في الحساب والجزاء ثانياً، تجعل ضميره في حياة دائماً وفي صحو أبدا: ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوي ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم .أما الإيمان باليوم الآخر فإن المؤمن يعتقد يقيناً أنه سيبعث يوقف بين يدي الله عز وجل للحساب، وأنه يجزي بعمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر فأعماله معلومة عند الله تعالي مكتوبة في صحف ومحفوظة كتبها الحفظة من الملائكة الذين قيضهم الله لهذا الأمر فهي باقية حتي يتلقاها صاحبها يوم القيامة.لقد كان للضمير الديني الذي تربي علي الخشية من الله والخوف منه أثر ملحوظ في شتي مجالات الحياة نجتزيء منها ما يلي:مراقبة الله في الأعمال: إن الضمير الذي يربيه الإيمان برقابة الله وبحساب الآخرة ضمير حي يقظ مرهف الحساسية لا يظلم ولا يخون ولا يتطاول، ولا يستكبر لا ينكر ما عليه ولا يدعي ما ليس له، لا يفعل اليوم ما يخاف من حسابه غداً ولا يعمل في السر ما يستحيي منه في العلانية. إن الضمير الذي هذا شأنه ان يجعل المؤمن يحاسب نفسه قبل أن يقوم بالعمل. ماذا تعمل، ولماذا تعمل، ولمن تعمل؟ ويحاسبه بعد العمل ماذا عملت، ولماذا عملت؟ وكيف عملت؟ هو قاض مستعجل يصدر حكمه سريعاً بالمثوبة أو العقوبة وليست عقوبته مقصورة علي الوخز النفسي واللدغ المعنوي.تهذيب الغرائز: ولا ريب ان للغرائز في دفع الانسان سلطاناً لا يُنكر ولكن المثل العليا التي يعيش لها المؤمن تعلو به علي الغرائز وسلطانها.والواقع ان الضمير الديني في مرحلة الشباب عامل رئيسي في دفع الشباب نحو الأمام وفي خلق شخصية الإنسان الرشيد فيه وفي إبعاده عن ان يبقي طفلاً في عقله ونفسه وخلقه.
مواقع النشر (المفضلة)