بسم الله الرحمن الرحيم
نهشوني ونهشوا لحمي حتى العظام لم تسلم من التهشيمِ
قال تعالى ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون , إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )
قال صلى الله عليه وسلم ( إتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )
قال علي بن أبي طالب :
يوم المظلوم على الظالم أشد وطأة من يوم الظالم على المظلوم
يقول أرسطو :
الظلم من طبع النفوس وإنما يصدها عن ذلك أحد علتين إما علة دينية لخوف معاد أو علة سياسية لخوف سيف
أنطلق معكم لذكر قصة أتألم من ذكرها ومن إعادة روايتها رغم أني لم أرويها لجنس مخلوق لكن رددتها بين وبين نفسي آلاف من المرات
سؤالي الأول : كيف ارتاح من ذكرى موقف لا ينمحي من الذاكرة ؟
عزائي أني قرأت في سير الأولين قصة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز
لقب من الأمة جميعاً بأنه خامس الخلفاء الراشدين
وهو أهل لهذا اللقب
وعدوه بانه مجدد المائة الأولى وهنالك من عده بأنه مهدي هذه الأمة
أعلم أنكم تريدون أن أروي الأحجية
لكن سوف أرويها ومع كل موقف نتحاور ونتناقش ولتخبروني ماذا ستفعلون إن كنتم مكاني
هل اتفقنا ؟
قصتي الأولى هي مع من تولى أمري وليته أميناً رحيماً يتعامل معي باحترام بل كان قليل إحترام
أول موقف هو موقف عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه مع إبنه عبدالملك
يقال " أن ابن عمر بن عبدالعزيز قال له يوماً أن يقضي على المظالم وآثار الفساد دفعة واحدو دون تريث ولا أناة وليكن بعد ذلك ما يكون ! فماذا كان جواب الرجال الصالح والخليفة الراشد والفقيه المجتهد ؟
" قال عمر : لا تعجل يا بني فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة وإني أخاف أن أحمل الحق على الناس جملة فيدفعوه جملة ويكون من ذا فتنة "
شرح القصة " يريد الخليفة أن يعالج الأمور بحكمة وتدرج مهتدياً بمنهج الله تعالى الذي حرم الخمر على عباده بالتدرج وانظروا إلى تعليله المصلحي الرصين الذي يدل على مدى عمقه في فقه السياسة الشرعية : إني أخاف أن أحمل الحق على الناس جملة فيدفعوه جملة ويكون من ذا فتنة ! "
ماذا بعد هذه القصة اتأمل وهل أنا مجنون بأن أتخيل أن يكون شخص عمر بن عبدالعزيز مع كل مقص رقيب
ما حدث يا إخوة أنهم أخذوني بسوء الظن ونهشوا لحمي ألف مرة من بعد ما كنت أنا المتميز الفعال
فما حالكم إخوتي مع سوء الظن إن أساء بكم أحد ما الظن ؟
ماذا ستفعلون إن كنتم أنتم مقص الرقيب ووجدتم ما يحيركم حول فلان هل تسيئون الظن وكيف تبتعدون عن الظن وهو مذموم من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ماذا أفعل لمن ظلمته من بعد شكي به ؟
القصة الثانية مع من يطلب العون من الآخرين كي يحموه منا وللأسف نسي أنه هو الظالم ..
ثاني موقف مع عمر بن عبدالعزيز مع والي حمص
كتب والي حمص إلى عمر بن عبدالعزيز بأن المدينة قد تهدم حصنها فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في إصلاحه ؟ فرد عليه عمر بقوله " أما بعد فحصنها بالعدل ونق طرفها من الظلم "
عمر بليغ حكيم يشير إلى حقيقة غائبة عن ذهن الكثير من الولاة والحاكمين ولكل من تولى أمر أي إنسان
يشير إلى حقيقة إجتماعية من اعظم الحقائق وهي أن المدن لا تحميها الأسوار المادية وإن علت وعظمت وإنما يحميها أهلها وسكانها ولن يفعلوا ذلك إلا إذا شعروا بأن خير هذه المدينة لهم ولذريتهم وأنهم فيها آمنون مطمئنون إما إذا شعروا بأن فئة محدودة هي التي تطعم التمر وتتبرع لهم بالنوى وتأكل اللحم وتدع لهم العظم أو أنهم فيها خائفون مهددون في أرزاقهم وفي أعراضهم او في طردهم أ, انهم مهددون بالحمران فليس بعيداً أن يتقاعسوا عن الدفاع عنها ولا يبعد أن يستغل العدو هذا الموقف فيغير عليها وهو آمن من غضبة الجبهة الداخلية
لهذا كانت وصية عمر أن يهتم الوالي بما يغفل عنه كل رقيب وهو إقامة العدل ومحاربة الظلم حتى لو بالنفس
فأعظم سور يحمي المدن حقاً : ما كان من البشر لا ما كان من الحجر
إعلموا يا أحبتي أنني كنت ممن يلاقون الظلم والطرد والإهانة في آخر المطاف مع رقيبي وحسبي الله عليه من رقيب وسوف اطالب بحقي في يوم لا ناصر لأحد الا سبحانه
ماذا تفعل عندما تظلم وأنت عاجز عن رد الظلم ؟
إن كنت في موقع الرقيب ومتهوم أن الأمور ستنقلب ضدك هل ستقوم بطلب العون من الغير كي يحاربوا أهلك ؟
أنت يا من ظلمت هل تنتظر حتى يموت من يعينوا من ظلمك حتى تنقض على ظالمك ؟
القصة الثالثة .. بالسوط والجلاد جلدوني وأدموني وفي الختام يريدون مني الصمت لا الحرب
الموقف الثالث لأمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز مع اهل خرسان
كتب الجراح بن عبدالله إلى عمر بن عبدالعزيز أن أهل خرسان قوم ساءت رعيتهم وأنه لا يصلحهم الا السيف والسوط فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك
فكتب إليه عمر : أما بعد فقد بلغني كتابك تذكران أهل خرسان قد ساءت رعيتهم وأنه لا يصلحهم الا السيف والسوط فقد كذبت بل يصلحهم العدل والحق فلبسط ذلك فيهم والسلام "
وقال يحيى الغساني " لما ولاني عمر بن عبدالعزيز الموصل قدمتها فوجدتها من أكثر البلاد سرقة ونقبا فكتبت إليه أعلمه حال البلد وأسأله آخذ الناس بالظنة وأضربهم على التهمة أو آخذهم بالبينة وما جرت عليه السنة ؟
فكتب إلي : أن آخذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله ! قال يحيى ففعلت ذلك فما خرجت من الموصل حتى كانت من أصلح البلاد وأقلها سرقة ونقبا "
الله اكبر هذه هي السياسة هذه هي المعاملة باحترام اقتدوا به جميعا ففيه خير كثير ..
أنت يا أخي // أختي هل تحبون أن تتعاملوا بالسوط والجلد أم العكس وأيهما تفضلان في إدارتكم مع الغير ولما ؟
هذا ما لدي انتظر ما لديكم[rams]http://www.anashed.net/audio/KAFAMAKAN/ba3athto_resalah.rm[/rams]
مواقع النشر (المفضلة)