إن مما ابتلي به البعض نسأل الله تعالى السلامة والعافية تتبع عورات المسلمين وما أن يصل إلى سمعه خبر ما غير مثبت يتعلق بقضية أخلاقية حتى يبادر بنشره في بعض المنتديات والساحات وغيرها بدعوى الغيرة على محارم المسلمين ونداء لأهل الصلاح والدين والغيرة بإنكار المنكر وما علم المسكين أن فعله هذا بحد ذاته منكر يحتاج إلى إنكار فقد جاءت النصوص في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم قال تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
لا أكاد أتصفح بعض المنتديات وبعض الساحات إلا ويقع بصري على مواضيع تحكي فضيحة لشخص ما بتهمة ارتكاب جريمة أخلاقية وأحيانا يكون التشهير والفضيحة بالاسم والقبيلة وأعتقد أن مثل هذا العمل محرم شرعا ومخالف للنصوص من الكتاب والسنة.
دعاة التشهير والفضح يتسمون بالجبن والخور ذلك أنهم قد غيروا أسماءهم الحقيقية إلى أسماء وهمية تحمل معاني تدل على حقيقة واقعهم وسلوكياتهم فلا يجرؤ أحدهم أن يتهم شخصا ما بتهمة أخلاقية تخل بالشرف والعرض وباسمه الصريح لأنه يعلم أن عليه البينة أو حد القذف في ظهره.
حجة بعضهم دعوة الآخرين إلى المشاركة في إنكار هذا المنكر والاحتساب على فاعله وهذه الحجة تحتاج إلى دليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
الأمثلة كثيرة لا تحصى كلها جريمة اغتصاب بالمكان الفلاني وجريمة تحرش بالمكان الفلاني وأطباء يستثمرون مهنتهم في جرائم أخلاقية ويتضمن ذلك شواهد وقصص ربما أن بعضها صحيح وبعض بعيد من الصحة. قرأت في أحد المواقع تشهيراً بشخص مسؤول في إدارة ما وباسمه واتهامه بارتكاب الفاحشة بامرأة أجنبية والمتهم من خفافيش الظلام دعاة التشهير والفحش لا يعرف اسمه الصريح فهل هذا من ديننا بشيء وهل هو من شريعتنا التي تدعو وتؤكد على ستر عورات المسلمين بشيء.
كيف بنا ونحن نصف مثل هذه الحالة وغيرها من الحالات وفي مواقع ومنتديات يقرؤها العالم وكيف بنا ونحن نؤكد للعالم أن مجتمعنا مجتمع فحش ودعارة علما أنه لا يمكن لدولة من كبريات الدول وممن عرفت بانتشار دور العهر والدعارة أن تقبل بهذا الوصف وأن تشتهر به فكيف نقبله لدولة عرفت بتحكيمها الكتاب والسنة وكيف نرضى أن توسم دولتنا ومجتمعنا بمثل ذلك.
وفي حوادث وقضايا فردية ونسبتها ضئيلة جدا ولا تعني شيئا بالنسبة لبقية المجتمع المسلم المحافظ على دينه وأخلاقياته وشعائر ربه.
أليست الغاية إصلاح هذا الشخص فلِمَ لا يكتفى بنصحه سراً وحثه على التوبة النصوح وتحذيره من عقوبة الله تعالى وترغيبه فيما عند الله تعالى للتائبين سرا ويمكن ونحن في عصر التقنية مناصحته بأي وسيلة وسرا دون أن يفضح أمام الملأ.
إذاً فما بال بعض طلبة العلم ممن اشتهروا بالدعوة إلى الله تعالى وبالغيرة على محارم الله وبالحرص على أعراض المسلمين والمسلمات وربما بعضهم يشرف على منتديات تحمل اسم الإسلام أقول ما بال هؤلاء وهم يفقهون الأدلة من الكتاب والسنة في النهي عن إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا يصرون على مثل هذه القضايا وكيف يجرأون على مخالفة النصوص من الكتاب والسنة.
ثم ألا يفهم ممن مثل هذا التشهير بحث هؤلاء عن المزيد من الشهرة وتلميع أنفسهم باسم الدين والدعوة إلى الإصلاح والغيرة وغيرها؟.
وما بال البعض ممن امتهنوا التشهير في بعض المنتديات والساحات أيضا يجرأون على مخالفة النصوص الشرعية أليسوا يؤمنون بالله واليوم الآخر؟.
ألا يفهم من ذلك الحرص على تشويه سمعة هذه الدولة وهذا المجتمع المحافظ مما يجعلنا مكان السخرية والشماتة من كل عدو حاقد ومما يؤكد للوبي الصهيوني وبالأدلة ما يريده من إساءة لسمعتنا وتشويه لحقيقة ديننا ولمز لأخلاقياتنا وعبر أشهر وسائل الإعلام العالمية.
مواقع النشر (المفضلة)