“الناس في الاكوادور تعيش “فواراً روحياً” وتتطلع لأن يأخذ الإسلام بيدها إلى طريق الهداية” عبارة أطلقها “خوان سوكيليو” رئيس المركز الإسلامي هناك، وأشار إلى أن المسلمات أكثر عددا وأن 90% منهن من أصل اكوادوري، وأنهن مثال رائع للمجموعات المنظمة التي اختارت الإسلام منهجا للحياة،
والكثيرات منهن تركن ديانتهن الأصلية من أجل المزيد من الاحترام والأمان في الإسلام، ومن أبرز دلائل فهمهن للعقيدة التزام 97% منهن بالحجاب كزي شرعي، وتضمهن جمعية تعقد حلقات الدرس فيها أسبوعيا عقب صلاة الجمعة، وتقدم التوجيهات والإرشادات مع دروس اللغة العربية أيام السبت.
دستور الدولة ينص على الحرية الدينية و97% من المسلمات محجبات
الاكوادور.. تعني في اللغة الإسبانية خط الاستواء وهو الخط الذي تقع عليه وتأثرت به حياتها وتاريخ أهلها وأغلبهم من الهنود الحمر.. إذ يشكلون نسبة 60% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة.. ويبلغ عدد المسلمين في الإكوادور أكثر من 350 ألف نسمة يعيشون في العاصمة “كيتو” وبعض المدن الأخرى.. كما توجد جالية عربية لها ثقل اقتصادي ووزن سياسي كبير.
وقد فاز عبد الله أبو كرم اللبناني الأصل بمنصب رئيس جمهورية الإكوادور في الانتخابات التي أجريت هناك بسبب دعوته إلى محاربة الرذائل والتصدي لانتشار الربا في المعاملات الاقتصادية.. ودعوته إلى احتشام النساء في ملابسهن.. وإصراره على محاربة الفساد وعلاج الفقر الذي يعاني منه نصف سكان الإكوادور.
حرية العقيدة
رغم أن دستور الإكوادور ينص على حرية العقيدة واحترام الأديان والأنبياء عليهم السلام فإن نصيب المسلمين في إقامة مؤسساتهم الدينية كان قليلا.. حيث لم يتمكن المسلمون إلا من إنشاء جمعية إسلامية واحدة هي جمعية خالد بن الوليد في العاصمة.. وإقامة مركز إسلامي في المدينة ذاتها.
وقد وافق الرئيس الجديد على مطالب المسلمين بتخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز إسلامي جديد في العاصمة.. ومركز إسلامي آخر في مدينة “جويا كيل” التي تعتبر من أهم موانئ الإكوادور.. وإقامة مساجد في المدن التي يعيش فيها المسلمون.
كما كشفت بعض الأسر المسلمة في الإكوادور عما لديها من مخطوطات إسلامية نادرة.. حملها المسلمون الأول إلى هناك، ومن أهمها المصاحف الشريفة وكتب الحديث النبوي الشريف وعلوم القرآن الكريم.. وقد دونت هذه المخطوطات باللغات العربية والإسبانية التي وضعها مسلمو الأندلس الذين هاجروا إلى الإكوادور منذ خمسة قرون.. وبعض الكتب الدينية المدونة بلغات إفريقية مثل “الهوسا” و”اليوربا” و”الفولاني”.
ووفقاً لما تضمنته المخطوطات الإسلامية من معلومات نادرة عن المسلمين الأول الذين هاجروا إلى الإكوادور سيتم تصحيح تاريخ الإسلام هناك.. حيث إن السائد فيها أن بداية الوجود الإسلامي ترجع إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.. في حين أن مسلمي الأندلس الذين هاجروا إلى الإكوادور منذ خمسة قرون هم البداية الصحيحة والثابتة تاريخياً وهم أصل الوجود الإسلامي وباكورة المجتمع الإسلامي.
والديانة الرسمية للبلاد هي المسيحية الكاثوليكية، ونسبة المسلمين إلى مجمل عدد السكان لا تتعدي 2%، وكان دخول الإسلام إليها في أواخر القرن التاسع عشر، وتوالت هجرات المسلمين إلى دول أمريكا اللاتينية حيث استقر بعضهم في الإكوادور، والغالبية هاجرت إلى كندا وأمريكا، ولم يتركوا أثراً يذكر للإسلام.
ولكن في منتصف الثمانينات اعتنق رجلان بارزان من الإكوادور الإسلام تأثراً بمسلك بعض الصالحين، وهما يتابعان دراستهما في إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، وكانا قد أعجبا بالإسلام وتعاليمه الداعية إلى السلام والأمن واحترام الآخر، وقاما بتأسيس جمعية الإكوادورية مسلمة، ولقد أضحت عائلات هؤلاء مسلمة، وخلال هذه الفترة تجاوز عدد المتحولين للإسلام العشرات، وبحلول عام 2004م كان قرابة 10000 شخص قد اعتنقوا الإسلام، وبنهاية عام 2005 دخل الإسلام حوالي 50000 من سكان العاصمة “كيتو”، وربما العدد نفسه من سكان “جوياكيل”. وتواصلت الأعداد بازدياد.
دين يحظى بالاحترام
دستور البلاد ينص على الحرية الدينية، ولا يوجد أي سبب يمنع نشر الدعوة الإسلامية بشكل علني، خصوصا أنها لا تعرف الاضطهاد الديني، كما أن الإسلام يحظى بالاحترام ولا توجد أي حملات لتشويهه، ويمكن للدعوة الإسلامية أن تحقق أهدافها بشكل مؤثر، والظروف الآن مهيأة لاستقبال الإسلام لأن الناس تعاني من خواء روحي، وتريد من يأخذ بأيديها خصوصا مع تراجع معتنقي الكاثوليكية.
نجح ضابط سابق في جيش الإكوادور وباحث إسلامي حاليا بالاشتراك مع زوجته اللبنانية الأصل من خلال مركز إسلامي قام بتأسيسه في مدينة كيتو، في إقامة تجمع للجالية المسلمة في محاولة لإنقاذهم من تذويب هويتهم الدينية، وتزويد أجيالهم الجديدة بالكتب الدينية المترجمة من العربية والإنجليزية إلى اللغة الإسبانية بالإضافة إلى المحاضرات والدروس بعد أن لوحظ تحول البعض عن عقيدتهم لعدم وجود مدارس إسلامية أو مساجد أو مصليات.
وكان يحيى “خوان سوكيو” مدير المركز الإسلامي، ضابطا في الجيش الإكوادوري، وغير ثلاثة طلاب عرب من السعودية والكويت مسيرة حياته بعد خروجه من الجيش وتوجهه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، فتحول من عقيدته الكاثوليكية إلى الإسلام من دون أي اعتراض من أسرته، التي اعتبرت ذلك أمرا شخصيا.
ويسعى المركز إلى إنشاء مدرسة إسلامية لتعليم أولاد وبنات المسلمين العلوم الشرعية، وتدرس اللغة الإسبانية لغير الناطقين بها من أبناء المسلمين، كما يعتزم إنشاء مسلخ للذبائح وفق الشريعة الإسلامية بهدف تأمين اللحوم الحلال ومنافسة السوق المحلية، الى جانب توسيع المسجد وبناء بعض القباب والمنارات والمآذن وأماكن للوضوء.
ويتطلع إلى وجود إمام للمسجد يتحدث اللغتين العربية والإسبانية بطلاقة وإتقان، ولديه عقيدة إسلامية صحيحة ومتزوج وحكيم في أساليبه الدعوية، كما يتطلع المسلمون إلى بناء مسجد كبير خصوصا مع تزايد عدد المسلمين، وتأمين المنح الدراسية للمسلمين والمسلمات الجدد، وتوعية المسلمين بحيث يكونوا قدوة لغيرهم.
مواقع النشر (المفضلة)