الفراغ العاطفي للزوجات ... سرطان البيوت !!!!
بركان أشواق يتأجج داخلها ..عيناها لا تكفان عن مراقبة عقارب الساعة
ضربات قلبها تزداد في الخفقان ..ها قد أقترب الموعد .. أطرافها ترتعش
يكاد العرق يتصبب من جبينها لولا حرصها على ألا تفسد خصلات شعرها
التي صففتها بكل عناية و ( ماكياج ) وجهها الذي أتقنته..
بين حين وآخر تنظر إلى المرأة تراقب العدسات الملونة الجديدة
التي جعلتها مفاجأة له .. تسمع صرير المفتاح في الباب ..
فتهرول نحوه وتفرد ذراعيها لاستقباله ..إلا أنه يشيح عنها
ويتمتم بكلمات لم تفهم منها شيئا ويلقي بجسمه فوق أقرب كرسي..
تقترب منة بحنان وتهمس في أذنه سلامات عسى ما شر ..
يرد بجفاء اتركيني ويدخل الحمام ومنه إلى غرفة النوم مباشرة
دون أن ينظر إلى وجهها أو يسألها عن العشاء الذي قضت وقتا طويلا
في إعداده
..تتنهد بحسرة .. فقد كانت تظن أن خطتها لجذب اهتمام زوجها
ستفلح هذه المرة ..تدخل غرفتها وتنخرط في بكاء..
يسمع نحيبها ولا يعيرها اهتماما
هي فتاة تزوجت في سن مبكرة بزوج منحها كل شيء لكنه كان
قليل الكلام معها يعيشان ضمن نمط متكرر وعلى نسق متتابع ..
نوم .. طعام ..عمل ..قراءة الصحف وهكذا ...
فلم تشعر يوما بعطفه وحنانة ضاقت ذرعا بالوحدة
التي كانت تخنق أنفاسها .. ومرت الأيام وهي تعاني شعورا غريبا قاتلا
جراء هذه الحياة .. وذات يوم رن جرس الهاتف ورفعت السماعة
ففوجئت بأن المتحدث شاب مراهق ..
يطلب منها أن تمنحه لحظات ليعبر عن ما بداخله ..!!
أغلقت السماعة .. ثم أعاد الكرة ..لم تسمح له بذلك في البداية ..
ثم ضعفت وأحست أنه يشبع بكلامه رغبة في صدرها
ويطفئ ناراً تتأجج في قلبها !!.. بدأ يحدثها بكلامه المعسول
حتى أحست أنه يروي عطشها.. شعرت أنه يعطيها ما تريد
استمرت مكالماتها له وتكررت حتى أصبحت جزءا من حياتها ..
ولم تنتبه لما اعترى زوجها من الشك والريبة ..
لاحظ زوجها ذلك وقام بتسجيل مكالماتها على حين غفلة منها
وفوجئت بورقة طلاقها من زوجها ...
*
*
تحتاج المرأة في مراحلها المختلفة إلى الأمان النفسي وتهيئة الجو
الذي يحتوي مشاعرها ويستوعب حاجاتها لأن تحب وأن تحب
فطيبعتها تجعلها تتلمس العاطفة والحب وتحرص على طلبها وبذلها
في الوقت نفسه ...
للأسف فإن الكثير من الأزواج يجهلون ما تعنيه العاطفة للزوجة
وكيف يمكن أن تؤثر على من تفتقدها بشدة ..
بل ويجهلون أن الكلمة الطيبة والابتسامة تحمل عاطفة جياشة..
وأن الطبطبة الحانية على الكتف تحملان الحنان.. وإن التشجيع
والثناء من الوسائل الفعالة التي تشبع الإنسانية على السواء
والمرأة بطبيعتها أكثر حاجة لما يشعرها بأهميتها وجمالها
فإذا حجب عنها هذا الإحساس فإنها لا تحقق ذاتها بل وتشك بنفسها
وفي أنوثتها
ويعتقد الزوج أنة طالما يقدم لزوجته الأموال فما الداعي لأي شيء آخر
وما معنى تلك العواطف المراهقة
وتبقى المرأة بحاجة لأن يعبر لها الرجل عن مشاعره بتلك الكلمات السحرية
*
*
مما قرأت :24aar:
مواقع النشر (المفضلة)