هل يوجد بيننا من يستطيع المحافظة على معنوياته مرتفعة باستمرار؟ أعتقد أن الأمر شبه مستحيل، فصعود المعنويات وهبوطها أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي هو سيطرة حالة الهبوط على بعضنا، مما ينبئ بوجود خلل ما أدى لعدم التحكم بحالتنا النفسية.
تكمن خطورة هذه الحالة في تحولها إلى وضع مزمن يحمل تأثيرات سلبية على صحتنا وإنتاجيتنا وعلاقتنا بالآخرين، وهذا يعني ضرورة اتخاذ خطوات جدية لإجراء تغييرات أساسية في حياتنا، من حيث نظرتنا إليها وسلوكياتنا معها.
وفي الأغلب تنتج حالة الهبوط من التركيز على الناحية السلبية لمجريات الأحداث فلا نعد نرى سوى الشق المظلم منها ومن الناس المحيطين بنا، أيضا يعتبر التفكير غير المنطقي من أهم أسباب هبوط المعنويات، فبدل التعامل مع المشاكل التي تصادفنا بواقعية، نلجأ إلى تضخيمها والاستسلام أمامها، وتزداد الحالة سوءا حين نركز على مشاعرنا بدل أن نركز على سبب المشكلة أو على حلها.
ويعتقد البعض أنه ينبغي أن تتحسن معنوياتنا لنستطيع القيام بأي عمل ايجابي، ولكن التجارب الإنسانية تؤكد أنه بجب أن نغير من طريقة تفكيرنا لتتغير مشاعرنا، والسبب أن المشاعر لا تسبق التفكير، بل هي نتيجة لما نفكر فيه ونقوم به.
لذا يجب أن نعرف جميعا أن كل واحد منا قادر على التحكم بمشاعره أكثر مما يعتقد، قد تتطلب المسألة بعض الجهد، ولكنه مطلوب، وستلاحظون أن أدنى تغيير ندخله في طريقة تفكيرنا ينعكس إيجابيا على مشاعرنا، صحيح أننا لا نرغب في القيام بأي عمل حين تكون معنوياتنا هابطة، لكن الحل يكمن في الحركة وليس في الاستسلام، حتى لو كانت الحركة نزهة قصيرة، أو إنجازاً صغيراً سيفرحنا ويجذبنا إلى تحقيق إنجازات أكبر، ستغير من حياتنا، وترفع من معنوياتنا. والتجربة خير برهان
مواقع النشر (المفضلة)