لا معنى لعبادة لا نطبقها في حياتنا
البعض يكون مقيماً لشعائر الله ولكنه لا يقيم دين الله في حياته ولا يطبقه في معاملاته
يقولون إن الانسان سمي انسانا لأنه كثير النسيان والنسيان نعمة عظمي من نعم الخالق عز وجل والتي وهبها للإنسان فلولا تلك النعمة لما عمرت الأرض وما استطاع الانسان ان يعيش فيها فمن منا لم يفقد عزيزاً عليه ومن منا لم يتعرض لأزمة مزلزلة في حياته ولكن الإنسان كعادته دائماً إلا من رحم ربي يستخدم نعم الله في معصية الله فبدل أن ينسي المواقف المؤلمة والخلافات والضغائن مع غيره ويصفي قلبه لخالقه ماذا فعل؟ نسي خالقه جل جلاله، خالقه وخالق كل شيء وليس بالضرورة لمن ينسي الله عز وجل ان يكون كافرا وخارجا من ملة الاسلام ولكن لربما يكون مقيماً لشعائر الله يصلي ويصوم ويزكي ولكنه لا يقيم دين الله في حياته ولا يطبقه في معاملاته. لقد فصل بين الدين والدنيا فيؤدي الصلاة المفروضة ثم يخرج من المسجد ليغتاب الناس ويعيث في الأرض فسادا واذا ما سمع الأذان هرع الي المسجد.
هذه التناقضات الغريبة في سلوك الانسان تجعلني اتساءل هل هذه تصرفات انسان عاقل أم مجنون مريض أم صحيح وللأسف فهذا سلوك فئة ليست بالقليلة في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة.
ولكن المشكلة الحقيقية من وجهة نظري هي عدم إدراك هؤلاء الناس لما يفعلونه بل قد يدافعون عن أفعالهم وربما يسوقون دلائل دينية يبرهنون بها علي صحة معتقداتهم وهم بذلك يخلطون الأوراق ويكونون قد ضلوا وأضلوا فهم لا يدركون جوهر الإسلام وهدفه الأساسي في إسعاد البشرية واستقامة حياة الإنسان علي الأرض فلا معني لعبادة جوفاء لا نطبقها في حياتنا فما الجدوي من صلاة لا تنهي صاحبها عن الحرام وما الجدوي من الصيام إذا لم ينه صاحبه عن ارتكاب المعاصي والموبقات.
إذن فنسيان الله لا يعني نسيان وجوده فالكفار يعلمون بوجوده، ولكن يعني عدم الشعور بقدره وقدرته، فلا ينشغل البال أو المشاعر بأمر الله والدين، وكذلك نسيان الآخرة ليس نسيان وجودها ولكن نسيان ما تعنيه من الأهمية والخطورة فلا تشغل البال.
إن نسيان الله تعالي يكون علي مستويين الأول: مستوي ضعف صلة المسلم به، وتبلد أحاسيسه ومشاعره نحو خالقه جل وعلا. والثاني: مستوي الإعراض عن هديه واستدبار منهجه وهو قد يفعل ذلك قاصدا أو جاهلا ولكنه دائما ما يتذكر الله عز وجل فقط في أوقات الشدة والبأس حينما تنوبه نائبة يهرع الي الله بالاستغفار والتوسل حتي يكشف الله عنه ما به من بأس ثم وياللعجب يعود مرة أخري الي معصية الله وكأن شيئاً لم يكن مصداقا لقوله تعالي: (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الي ضر مسه كذلك زُين للمسرفين ما كانوا يعملون) يونس 12 إن العلاج سهل ميسور اذا امتلكنا الإرادة والتصميم علي تحقيقه وهو وقفة مع النفس لمحاسبتها علي ما قد فات ومحاولة إدراك اخطائها وتصحيحها.
ذكر الله كثيراً والاستغفار فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب .
دراسة العلم الشرعي اللازم لكي نعرف كيف نعبد الله بالطريقة الصحيحة ولتصحيح كثير من المفاهيم الدينية الخاطئة في حياتنا والتي ربما نكون قد اكتسبناها من خلال تربيتنا أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
وأخيراً ندعو الله ونبتهل إليه اللهم ذكرنا بك فلا ننساك.
مواقع النشر (المفضلة)