الحب أعظم قوة يملكها العالم، والحب وحده يعرف سر الغنى في العطاء والحب عطاء وقسمة ومشاركة وقلب محب وصادق، وقوة تصمد مع الحبيبين للأبد، وشوق جارف لضم الحبيب وعناقه وحمايته من تقلبات الزمن وأهواله! الحب طائر لا يلتقط إلا حب القلوب، للحبيب أن يتدلل وعلى المحب أن يتذلل، هكذا هو الحب طاهر وجميل وخالد لكن حب اليوم شيطان يقول وليم شكسبير الحب روح خبيث، إنه شيطان ولا شيطان رجيماً سواه، فبقدر ما في الحب من جمال بقدر ما دنسه البعض ولعب به ففي هذا الزمان تغيرت مفاهيم الحب عن السابق فأصبح الحب في المرتبة الثانية بعد أن كان بالمرتبة الأولى فحل محله الكراهية والحقد والنزاعات والصراعات المستمرة بين الأحباب والأهل!!، ولم يعد للحب وجود حقيقي، فالحب يحتاج منا إلى كلمة صادقة وفعل صادق، وليس إلى مجرد كلمات نسمعها للفتيات الساذجات، أو إلى دردشة خادعة في غرف الشات، أو إلى مصلحة ونفاق!!، فكم من الزيجات تمت أساسها النفاق والمصالح الشخصية وما يلبث حتى يطلقها بعد أن ينتهي من مهمته وهي الاستيلاء على أموالها أو يضمن شيئاً من الرصيد في البنك أو فيللا باسمه أو توكيلاً يضمن له التصرف بكل شيء!!، لا داعي للدهشة فذلك أصبح منتشراً عند الكثير من أصحاب الضمير الميت الذين يدخلون باسم الحب والهيام والجنون!! وللأسف الكثير من الفتيات الساذجات تقعن ضحاياهم!! وذلك لأن طبيعة الفتاة حالمة وتصدق كل شيء يبدو أمامها حنونا فيرق له قلبها بسهولة، إن الحب ليس لعبة أطفال أو لعبة مصالح أو لعبة نفاق أو لعبة مستهترين، الحب أرقى وأسمى وأنقى من كل ذلك، إنه صدق وحب وإخلاص وعطاء مشترك واحترام متبادل والأهم أن كل واحد منهم يخاف على الآخر من نفسه! ويخاف على مصالحه وكل ما يتعلق به، إن ما نراه اليوم هو حب غير ناضج وغير سوي قائم على لعب أشبه ببكاء الأطفال على كسر الدمى أو فقدان الكره!! فالزوج يطلق زوجته بعد يوم واحد فقط وذلك لأنه اكتشف أنه لا يحبها سبحان الله هكذا فجأة تغيرت مشاعره!!، والزوجة تطلب الطلاق هكذا فجأة اكتشفت أنها تحب آخر!! والأبناء يتفرقون ويتشتتون وكل واحد يعيش بمعزل عن الآخر وذلك لأن والديهم اختلفا أمامهم على خسارتهما في البورصة!!، أو على عدم تجهيز والدتهم الشاي لأبيهم المتعب من كثرة العمل!! وهكذا يتم الطلاق والتشتت لأسباب تافهة!!، السبب معروف وهو لأن الحب أصبح هامشياً وسطحياً ورخيصاً جداً جداً، ولو كان كل واحد منهم أحب الآخر بصدق وإحساس وتفان وإخلاص لما حدثت الصراعات والخلافات ولما تم الطلاق بسهولة ولما تفرق الحبيبان ولعب باسم الحب الخبثاء والطائشون، وأصحاب المصالح، قال أبوالطيب المتنبي فإن قليل الحب بالعقل صالح، وان كثير الحب بالجهل فاسد!، فلنحافظ على حبنا من الانهيار ولنحميه من لعب الأطفال قبل أن تتكسر فنخسر اللعبة للأبد.
> بصمة أخيرة:
أجمل ما في حبنا أنه يمشي على الماء ولا يغرق..
مواقع النشر (المفضلة)