مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 8

الموضوع: يوسف عليه السلام والحب الإلهي

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Angel يوسف عليه السلام والحب الإلهي

    يوسف عليه السلام نقم عليه إخوته مكانته عند أبيه، وحسدوه على ذلك، فتخلصوا منه وألقوه في قعر البئر ليلتقطه بعض المارة، ودافعهم في ذلك الحب، فحبهم لأبيهم وحرصهم على ان يستأثروا بمحبته واهتمامه هو الذي حرك نار الغيرة في نفوسهم، ودفعهم الى ارتكاب هذه الجريمة النكراء على ان يُتبعوا ذلك بالتوبة ويكونوا قوما صالحين.

    ولقد اعطي يوسف عليه السلام من الجمال الظاهر والباطن الباعث على التعلق والحب الشيء الكثير. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أعطي يوسف صلى الله عليه وسلم شطر الجمال” ولعلك تلحظ تألق جماله الباطن عندما تتأمل قول الله تعالى: “وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون” (يوسف/23) فيوسف عليه السلام بعدما باعته القافلة التي التقطته من البئر لعزيز مصر أعجب به، وأوصى به زوجته التي تولت تربيته، وبعدما اصبحت له مكانة مرموقة، وبلغ أشده إذا بالأبواب تغلق ليجد نفسه وهو الشاب الفتي، الغريب عن الوطن والاهل وحيدا وسيدته تدعوه لفعل المنكر على هذا النحو العجيب من الإغراء، فيوسف في عنفوان الشباب، غيرب الدار وفي الغربة تحرر من القيود، وفي بيت أعدته صاحبته، وفي جو هادئ لا يدعو الى الإضطراب تطلبه من عليه طاعتها، ومع ذلك يقول : “معاذ الله” أي أعوذ بالله ان أفعل هذا الفعل القبيح الذي لا يرضي محبوبي، فحب الله عز وجل إذا غمر القلب حفظه من فتن الشهوات، وحماه من ضلالات الشبهات فحب الله عز وجل حصانة من الفتن والمحن على حد سواء، ثم قال: “إنه ربي أحسن مثواي” كيف ذلك؟ أأكون خائنا ناكراً للجميل؟

    فيالها من أخلاق تزين صاحبها وترفع من قدره.

    معان جميلة

    وداعى الحب عند يوسف عليه السلام اقوى، لأن حبه قائم على حقائق ثابتة ومعرفة راسخة، تنسجم وما هو مركوز في الفطرة من معان جميلة لم يعكر صفوها ظلم ولا طغيان، فالإيمان، والوفاء، والصدق، ومعرفة الحق لأهله معان جميلة تبعث على محبة الله عز وجل، ويحبها سبحانه ويزين صاحبها، ويلقي له بها القبول في النفوس وإن كان قبيحا في الظاهر، فكيف اذا كان الشخص يتمتع بالجمال الظاهر كيوسف عليه السلام؟ ولعل هذا ما جعل زليخة “زوجة العزيز” تتعلق به اكثر وتصر على الإيقاع به، قال الله تعالى: “وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش الله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين” (يوسف/30 32). ولك ان تتأمل قولهن: “قد شغفها حباً” أي وصل حبه إلى سويداء قلبها، وقولها: “ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين” لتقف على ما كان يتمتع به يوسف من جمال في الخلقة والخُلق معا ثم تأمل بعد ذلك قول يوسف عليه السلام فيما نقله عنه الله عز وجل “قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني اليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين” (يوسف/33) فمع كل هذه المغريات ومع إصرار سيدة القصر، وتقديمها ما يرفع اللوم، وتهديدها له بالسجن على الرغم من ذلك يقول يوسف عليه السلام: “السجن أحب إلي” لأنه قدم مراد محبوبه على هوى النفس وهذه هي المحبة الموجبة للإيمان التام الذي يأخذ بيد صاحبه إلى السلام ثم تأمل ما في قوله: “وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين” من التوكل على الله عز وجل، والبراءة من الحول والقوة إلا منه سبحانه وتعالى لتقف على ما كان عليه يوسف عليه السلام من جمال الباطن، وإلى أي مدى كانت محبته لله عز وجل.

    الحب الأقوى

    الغلبة للحب الأقوى دائما. فإذا كنت تحب أكل اللحم، وقال لك الطبيب: لا تأكله فإنه يجلب لك المرض، عندها تتركه، لأن حبك للصحة أقوى من حبك للحم، ولما كان حب يوسف عليه السلام لله عز وجل أقوى من محبته لنفسه، فإنه لم يلتفت إلى ما يمكن ان يصيبه نتيجة عصيانه لسيدة القصر وذلك لأن في معصيتها طاعة لله سبحانه وتعالى.

    واستجاب الله عز وجل لنبيه عليه السلام فصرف عنه كيدهن قال الله تعالى: “فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم” (يوسف/34) وهنا نوع آخر من الحب يغفل عنه الكثير من الناس وهو محبة الله سبحانه للعبد، وهي أثمن، وأغلى أنواع الحب على الإطلاق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض”.

    ويدخل يوسف عليه السلام السجن من أجل الحب، حبه لله عز وجل، وحب امرأة العزيز له، وفي السجن يلقى القبول، وتطمئن إليه القلوب، قال الله تعالى: “ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين” (يوسف/36)، والقرآن الكريم هنا يتكلم عن النفس البشرية كاشفا عن خبيئتها، ولا أحد يستطيع ان يتكلم عن النفس البشرية ويعريها كما يفعل القرآن، فالناس مهما ارتكبوا من شر، ومهما وقعوا في الخطأ، يحنون الى الأصل، الى ما غرس في أصل الفطرة من وجوب شكر المنعم، والتوجه له بالطاعة والعبادة، وأن العدل، والحق، والطهارة، والصدق، وتحري الحلال وغيرها من قيم لا تنكرها العقول السليمة، وتقررها الأديان، يحنون الى هذه المعاني ويميلون الى المتمسكين بها، ويعرفون انهم أهل الثقة وبالذات في المواقف الصعبة، والصورة المرسومة هنا تشهد بذلك، والى اليوم اذا سألتك: إلى من يلجأ العقلاء في تأويل رؤاهم؟، والاجابة التي تختصر كلاما كثيرا يمكن ان يقال تجدها في “إنا نراك من المحسنين” وهذا هو السبب فيما لقيه يوسف عليه السلام من حب يدعو الى الرحمة حينا والى الكره أخرى والى الضغف والانبهار والاحترام والاطمئنان أحايين كثيرة.

    المشهد العظيم

    ودخل يوسف عليه السلام السجن، وفي السجن يكون لب تفكير السجين فيما آل إليه حاله ممتعضا، متبرما، حزينا، أسفا، وبالذات اذا كان قد تعرض لظلم فاحش كما هو الحال مع يوسف عليه السلام، ولكن يوسف عليه السلام لم يكن هذا همه، لأنه صاحب قضية اكبر، وهم أعظم، يشغله ويقلقه، فالتنكر للخالق وجحود فضله، وعصيان أمره، أشد على نفسه مما هو فيه لذلك قدم لتلك القضية بما نقله عنه القرآن الكريم: “قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون” (يوسف/37) فقد بين فضل الله عليه، مركزا على ان ما عنده من علم، وما هو فيه، من خير، عطاء من الله عز وجل، وان ذلك بسبب إخلاصه له سبحانه، ولك ان تنظر الى المشهد العظيم الذي تجلى فيه مبدأ طالما حثنا عليه الإسلام وهو نسبة الفضل إلى مستحقه، وبعد ذلك شرع يوسف عليه السلام في عرض القضية المهمة التي تشغل باله، وتسيطر على فكره ووجدانه حيث قال فيما نقله عنه القرآن الكريم: “ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون” (يوسف/39 - 40). ولك ان تتصور مدى تغلغل هذه القضية في قلب يوسف عليه السلام والى أي مدى هو منفعل بها، فإذا تأملت النداء في قوله “يا صاحبي السجن” فستجد أنه نداء الثكلى التي فقدت وحيدها. ثم عرض الموضوع بأسلوب المقابلة الكاشفة عن الحقيقة الباهرة، بكون العبودية لا تكون إلا لله عز وجل، ثم تقرير ان ما يعبده الناس من دون الله من معبودات محض وهم زائف، وضلال مبين، وان السلطان والقوة والحكمة لله سبحانه فلا حكم إلا حكمه ولا قضاء إلا قضاؤه، وان المنهج السوي واجب الاتباع، هو المنهج الرباني، وان الناس لا يعدلون عن عبادة الله الواحد، ويخالفون أمره إلا بسبب جهلهم.

    هكذا يعرض يوسف عليه السلام قضيته في عبارات جزلة قوية، مدعومة بقوة الحجة ووضوحها بما يدل على قوة الإيمان وعمق المحبة لله عز وجل، وهذا الحب الخاص يستحق ان يفرد بالبحث للوقوف على أهميته، وسبل تحصيله.

    وقصة يوسف عليه السلام تحتوي على نماذج متعددة من الحب، مع عرض شيق للأسباب والدوافع يقف عليها الباحث المتأمل دون كبير جهد، وإن انتهى الكلام هنا عن نماذج من الحب في قصة يوسف إلا ان ما فيها من ذلك لم ينته، بعد.

  2. #2
    » ڿيآ‘ڷ آטּـﭥـــثى ،،


    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    {الحد الفاصل بين العقل والجنون ღ
    المشاركات
    7,010
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي
















  3. #3
    ... عضو ذهبي ...


    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    " خير أمم الأرض "
    المشاركات
    651
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    جزاك الله كل الخير على هذا الموضوع الرائع ... و جعله المولى في ميزان حسناتك إن شاء

    تحيااااتي لك

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    بارك الله فيك وجزاك كل خير


  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    الـــريـ K.S.A ـــاض
    المشاركات
    3,152
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    ربي يجزاك كل خير ويبارك لك في مالك واهلك وينور قلبك بنور الا يمان واسعدك وادخلك دار الجنان
    دمت بكل ود واحترام

المواضيع المتشابهه

  1. قصة هود عليه السلام
    بواسطة •°o.O الريم اللعوب O.o°• في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 04-06-2008, 02:40 PM
  2. صورة البئر الذي القي فيه يوسف عليه السلام
    بواسطة المشــ صمت ــاعر في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 15-07-2007, 08:03 PM
  3. يوسف عليه السلام وحسد إخوته
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-09-2006, 08:35 PM
  4. من قصص القرآآآن<<<يوسف عليه السلام>>>
    بواسطة طـــــال انتظـــــاري في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 05-05-2006, 03:31 AM
  5. مالذي ابكى الرسول صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام ؟ ؟
    بواسطة شموخ النايفات في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 17-04-2006, 06:38 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •