اجتمعت جميع انواع التناقضات حتى خرجت الحروف ذوات العلة من قاموسها وتربعت على عرش الأبجدية
و سكنت رؤوس الأقلام ،،، فكان زمننا زمن التناقضات و الأحلام و السراب و غيرهم كثير ...
تعلقت الكلمات بحروف تسمى حروف الجر و سابقاً تعلمنا أن الجار و المجرور متعلقان بـ..... شيء
إما أن يكون محذوف أو ظاهر أو مستتر ..
في زمن التناقضات ليس هناك جار و لكن هناك مجرور خلف مجموعة أمعات تلوح في الأفق لأصحاب
من بقي لديهم شعارات .
و تختنق العبرة مابين الحال و ما بين الفعل في زمن التناقضات الافعال وسائل لغايات مبهمة مستترة
في زمن / عصر التناقضات لا بد من ادراكٍ لواقع في زحمة الخيال و الشتات ،،،
قد نمتلك القليل من الدراهم أو الدولارات و لكن حجم الانفاق أكبر بكثير مما نمتلك ومع ذلك ندعي
الاستمتاع ...
قد يكون عدد افراد الاسرة فقط ثلاثة و مع ذلك يعيشون في منزل مؤلف من عشرة غرف وصالة ..
بالمقابل هناك عشرة افراد في اسرة واحدة تمتلك غرفة في زمن التناقضات !!
لا شك العلماء بصدد اختراع و ايجاد المزيد من العقاقير لمكافحة الأمراض و مع ذلك الأمراض أكبر بالنسبة
لحجم العلاج المتوفر أو المستورد أو غير ذلك ..!!
ألاف من الطلاب كل عام من الجامعة يتخرجون ومع ذلك نعاني ازمة فكر و أزمة بطالة و أزمة ثقافة
و أزمة ذوقيات و سلوكيات تتعلق بداية بــ العلاقة الشخصية انتهاءً بــ العلاقة مع المجتمع !!
يعتكف كثير من مصممي الديكورات في شقق و منازل لإخراجها بالشكل الاجمل و الافضل
وتستورد مواد الرخام و السيراميك من الغرب و يقطن تلك المنازل و الشقق نفوس مشوهة للغاية!!
كل اشراقة صباح يضاف الى سنوات اعمارنا يوماً و عاماً ومع ذلك نجد لحظات السعادة و الرضا لا تجاوز
عدد أصابع اليدين ،،، !!
يعترينا من الداخل مساحات شاسعة من الفراغ و لا نفكر كيف نملئ ذاك الفراغ سوى بالطعام
تسكننا المدن و الصحارى في نفوسنا و قلوبنا و مع ذلك لا نفكر بإقامة مصالحة بينهما !!
الانترنت و نوافذه التي تفوق المليارات يجتاح اوصال و اوردة و شرايين حياتنا ومع ذلك نحيا في غربة
مقيتة !!
نصارع الواقع بسيوف من خشب ،، و نحارب طواحين الهواء ،، و نخلد للخيال و الحلم و البكاء على الاطلال
إذا فقدنا عزيزاً أو حبيباً ... ولا نفكر في رأب الصدع الذي سيخلفه غيابهم لأنه محقق لا محالة !!
وجباتنا نستوردها من مطاعم سريعة التحضير و لانفكر ماذا سيحدث لبيت الداء .. فالفكرة آنية
على قول المثل الشائع ( اعيش اليوم و أموت غداً )
مزيداً من الشتات ترغبون .. ابحثوا في انفسكم ستجدون ... ومن من حولكم ستلاحظون ...
لا يغرنكم المعسول ولا المسطور ولا المسجوع ولا المقفى و لا المصفى فكله كللام في كلام
في عصر التناقضات ... فـــــــــــــــــــــــــــــ يامن تقرأون هل لديكم المزيد ....؟؟؟
الموضــــــــــــــــــــــــوع منقوووووول؟؟؟؟؟
آه ياعصر المتناقضات
قديما قل ابن القيم :
شتان بين الحالتين وإن ترد *** جمعا فما الضدان يجتمعان
رحمك الله يابن القيم
لو عشت زماننا لرايت الاضداد مجتمعة في زمن واحد ووقت واحد
تقلب صفحات المجلات فترى اعلانا عن دواء لسد الشهية وتنحيف الجسم
ثم تقلب الصفحة الاخرى فترى صورة طفل افريقي هو اشبه بهيكل عظمي
ومكتوب عليه ( ادفع دينارا تنقذ مسلما ) فياعجبي !!!!!
هذا يقضي الصيف باكمله في تايلند يعربد ويعصي الله عز وجل و .... و ....و..... ويقال له لاباس فانت ابن البلد
وذاك يحاول جاهدا من اجل الحصول على جواز سفر له ولابنته المريضة بالسرطان حتى يذهب بها الى العمرة في آخر أيام حياتها فيقابل بالرفض وعدم القبول بحجة انت مقيم بصورة غير قانونية
فيا عجبي
والتناقضات في زماننا كثير جدا
واكثر من ان تحصر
مواقع النشر (المفضلة)