أتعبتْني الحياةُ
وأعيتني تكاليفُها
فجنحتُ إلى الهروبِ
أعجبُ لمنْ تشبّثَ بحبالِها
وما درى طول العمرِ
يزيدُ من الذنوبِ
فكلُّ ما في الحياةِ جميلٌ
شروقُ الشّمسِ
وسِحرُ الغروبِ
ودُعاءُ الكروانِ عند الفجْرِ
يُطرِبُ الآذانَ
ويبعثُ على الخشوعِ
يوقظُ العقل من غفلتِهِ
ويخفقُ القلب ما بين الضّلوعِ
والطّيرُ الصّافاتُ
فوقَ تلك الأغصانِ
تُسِرُّ النّجوى حيناً
وتُسبّحُ بحمدِ الرحمنِ
كلّما حيَّتْها الريحُ تميدُ
وتُحسُّ بلفْحِ الجِنانِ
والنّخلُ الباسقاتُ تزهو بحملِها
وعناقيدُها صنوانِ
والمرعى وكأنه بساطُ سندسٍ
مُخضّبٌ بالوردِ مُرصّعٌ بالنرجسِ
بسطَ ذراعيهِ يُحيي ضيوفَهُ
أحصنَةٌ و مَعيزٌ و خِرافُ
والكرْمُ والدّوْحُ
والحقْلُ والبيْدرُ
كلّها في عُرسٍ
فقدْ آنَ القِطافُ
والفُلكُ تتهادى في عَرْضِ البحارِ
مِجذافُها الماءُ
وشِراعُها الرّياحُ
إذا أقبلَ الليلُ تغفو
وتصحو كُلّما هلَّ الصّباحُ
وعادتْ أسرابُ السُّنونو
والحسّونُ وطيْرُ الوِروارِ
تُعانقُ السّماءَ
وتُحلِّقُ في الفضاءِ
وتَسْطَعُ الشّمسُ
ويَضُجُّ الكونُ بالغناءِ
فالحياةُ نارٌ وجنّةٌ
دَرْبُ نجاةٍ و دَرْبُ هلاكْ
فتَعَلَّمْ كيف تحيا
فما مصيركَ إلا مِنْ جَناكْ
ومنْ يتبَعْ أهواءَهُ يَضِلُّ
ويُخطيءُ سبيلَ الرجوعِ
ومنْ يتوَكّلْ على اللهِ
فهوَ حسْبُهُ يُضيء درْبَهُ
فَتُمسي حياتُهُ
كوكباً مِنَ الشّموعِ
والنّفْسُ أمّارةٌ بالسّوءِ
صعْبٌ أن ترضى
أو تُسَلِّمَ بالمكتوبِ
ولا تقنطْ مِنْ رحمةِ اللهِ
فاللهُ غفّارُ الذُنوبِ
أتوبُ إليكَ ربّي
وأبوءُ بذنبي
وأسألُكَ مَغفِرَةً
تُظَلِّلُني كما الغمامِ
تغسِلُ ذنوبي
وتمحو كُلَّ آثامي
وأدْخلني ربّي مدْخلَ صِدْقٍ
و حَيِّني بِتَحيَّةِ السَّلامِ
================================== :confused:
مواقع النشر (المفضلة)