تناقض الأحاسيس
يتكون الإنسان من مجموعة أحاسيس بإمكاننا لمس بعضها ولكن أكثرها هو ما نشعر به ..ولا يمكننا رؤيته إلا في صور مبهمة..وتلعب تلك الأحاسيس دورا مهما في تكوين شخصياتنا وتتحكم في ردود أفعالنا مع الآخرين..,وتتنوع تلك الأحاسيس فأحيانا نعيش في أحساس معين ونتمني أن لا ينتهي ويشعرنا بنشوة الحياة وأهميتها..وأحيانا أخري تدمرنا هذه الأحاسيس وتكون السبب الرئيسي لوصولنا إلي النهاية..وعلي أثرها نعتزل العالم ونراه أسود لا لون ولا رائحة ولا طعم له..فيغلبنا اليأس وتتحول حياتنا إلي كآبة مستمرة.., ولا يمكن أن يعيش الإنسان دون أحساس..مهما كان نوعه..إلا إذا تجرد من صفة الإنسانية..وفي لحظات الألم يحاول كل منا التباهي بأنه لا أحساس لديه..وأنه أكبر من أن تؤثر عليه المشاكل والمصائب إلا أن ذلك مجرد كلام لا يتجاوز اللسان لأننا لا يمكننا إلغاء إحساسنا بالألم..ولا بالفرح..ولا بالحزن ولا بالشوق ولا بالخوف ولا بالحب..وغيرها من الأحاسيس المتناقضة بداخلنا.., أحاسيسنا ردود أفعال لسلوكيات غيرنا..أو من نتعامل معهم لذلك لا يمكن للإنسان العيش إلا في وسط الناس وفي مجتمعات..وهذا الاختلاط هو الذي يولد لدينا الإحساس بالأشياء وبالناس ولولا اختلاف الناس لما اختلفت أحاسيسنا ولما شعرنا بأهمية أحساس بعينه عن غيره..وفي محاولة لتلخيص مجموعة من الأحاسيس توصلت إلي بعض النتائج أحببت أن أشارككم إياها..في البداية ينقسم الإحساس إلي نوعين أحدهما أحساس طيب.. محبب.. مفرح.. والآخر محزن..مؤلم ..كريه وقد نشعر بهذه الأحاسيس الكريهة أكثر لأن نفوس الناس متغيرة..مريضة..ونادرا ما نجد شخصيات سوية, فكثير ممن نتعامل معهم يولدون لدينا شعورا بشعا خاصة عندما نمنحهم ثقتنا كاملة ونسعي لإرضائهم بباقات الورود..ونسهر علي راحتهم ونبحث عن سعادتهم ومقابل ذلك نجدهم أول الخائنين لنا والمتجاهلين لأحاسيسنا الغبية..ولكننا لا نفقد الأمل ونظل نبحث عن أحساس جميل في نفوس البشر.. وعندما نجد ذلك الإنسان يزعجنا بتصرفاته..لأننا نكون بحنا له بالكثير من الخفايا..وتشاركنا في الكثير من المواضيع الخاصة التي بين ليلة وضحاها أصبحت مشاعة وعامة بين كل الناس لأنه لم يكن كفئاً للمحافظة عليها..وتتوالي الأحاسيس المؤسفة عندما نُصدم في ناس فتحنا لهم بيوتنا..وشاركناهم طعامنا..ولم نبخل عليهم..ولم نعاملهم إلا كأهل لنا.. ولكنهم يخذلوننا ويجعلوننا نندم علي معرفتهم لأنهم كانوا أول الجاحدين وأول الحاقدين علينا..وأول من يسعي لمضرتنا.., هل انتهت الأحاسيس المؤلمة؟ لا أتوقع فكل منا تألم وحزن كثيرا لأسباب عديدة..وقد يكون أقسي الألم عندما نبحث عن أصدقاء ويخال إلينا أننا وجدناهم..فنلتصق فيهم ونجعل مكانهم قلوبنا ونربط مصيرنا بهم ونشعر بأنهم وطننا وتقسي علينا الظروف وتبعدنا عنهم..فنجد أنفسنا أغراباً نعاني الوحدة لا أصدقاء بجوارنا, الأحاسيس الحلوة نادرة فعندما تتواجد في مركز مهم أو تكون شخصية عامة تجد كل الناس يتهافتون عليك..تعتلي وجوههم ابتسامات مشرقة..وتمتد أيديهم لتقديم العون لك..وتجد ورودهم تسبقهم عند بابك..وتتعود أذنك علي سماع كلمات الإطراء الجميلة..ولا تعرف أنهم يحملون لك شعورا مقززا فابتساماتهم ملطخة بدماء لحمك..وورودهم أشواكا يغرزونها في مسامك بمجرد إدارة ظهرك عنهم.., أتمني لو كانت الأحاسيس المرعبة انتهت ولكنها لم تنته فكلنا نشعر بالرعب.. والخوف.. عندما نري عزيزا علينا يتوسد أوجاعه ويصارع البقاء من أمراض لا حلول لها..فنظل نحصي عدد ضربات قلبه ولا نملك إلا الدعاء له ببداية مفرحة..أو نهاية تصعقك فتصاب علي أثرها بانهيار عصبي, قد نكون مررنا علي بعض الأحاسيس المؤلمة ولكن كيف تكون الأحاسيس قاسية..أن أقسي ما يمر علينا هو أن نشتاق لأحدهم بجنون..ونحن لوجودهم معنا..ونستذكر نبرات أصواتهم في آذاننا ونسترجع ذكريات جميلة كانت بيننا ونتمني أن تعود ليلة واحدة فقط لتجمعنا معهم..لنشعر بإحساس الفرح..وطعم الحب..ومذاق السعادة فيصدمنا الواقع بأن الزمن..لا يعود أبدا.., أحاسيس تقودك للثورة وللانتفاضة علي أوضاع تجد نفسك مجبراً عليها فتتعامل مع ناس ينظرون إليك بنظرة دونية رغم أنك أعلي منهم..ويأمرونك وهم ضيوف عندك..ويكرهون كل ماله انتماء لك..فتحاول الانفجار..وتجد أن لسانك قد مات..وقواك ضعفت..وبذلك تسمح لهم بإهانتهم لك وأنت في عقر دارك..وتكتشف أن أحاسيسك الثائرة تلك مجرد أحاسيس داخلية..لا تتجرأ بالبوح بها...فتظل مقهورة بصمت مثلك..!!
أأكون وصلت لنهاية الأحاسيس البشعة المحزنة المؤلمة المرعبة؟؟؟ لا يمكن فإنها مجرد محاولة لتسليط الضوء علي بعض الأحاسيس التي نعيشها يوميا..والتي تساهم في نزف دماء قلوبنا لنموت ببطء ونحن كارهين الحياة..ومن يعيش فيها..فما الذي يحببنا في حياة تتسم بالألم..والحزن..والحروب..والخيبات..فلا مكان للأحاسيس الحلوة والسعيدة إلا بالأحلام..وللأسف أننا لا نستطيع أن ننام طوال الوقت لنحلم بالسعادة..في حين لا يترك لنا الواقع المرير المجال لنحيا في عالم الخيال..علنا نجد من يحتوينا ويخلص في محبتنا..ويسعدنا ويفتح لنا ذراعيه ليضمنا ويحمينا عناء البشر.......!!!!!!!!!
** قد أبدو متشائمة..ولكن ليتفكر كل منكم في من حوله فسيجد نفسه يحاول التمسك بالأمل رغم بشاعة الواقع..!!!
** نصيحة أقدمها للجميع..في ظل الأحاسيس المتناقضة "تفاءلوا بالخير تجدوه"!!!
مواقع النشر (المفضلة)