الإرادة الضائعة
قيل: متى ما توفرت الإرادة.. سهلت الطريقة..
إن مصاب أمتنا ومجتمعاتنا جميعها من وهنٍ وضعف وكسل وملل في جميع أمورها حتى أصبحنا لا نذكر أمجادنا وبطولاتنا وإنجازاتنا ومخترعاتنا وعلومنا..
وحينما نريد أن نتحقق ونسترد ثقتنا بأنفسنا ونتحقق من قوة هويتنا نلجأ إلى أن نبحث ونسأل ونقرأ ونسمع فنجد حضارة عريقة.. وهوية أصيلة.. ورسالة دين سامية..
ورجال ونساء عظماء وفضلاء.. مخترعين ومؤلفين وعلماء.. إنجازاتهم خالدة..
تبهجنا دقائق وربما ساعات ولكنها ما تلبث تحزننا حينما نرى بعين المقارنة المدمعة ما نحن عليه الآن.
إن ما نحن عليه الآن يرجع إلى ذلك الضعف الذي يسكن داخلنا وهو ضعف الإرادة.. والإرادة..
هي ضائعة الآن.. باحثة عن مكان تلجأ إليه ولكنها وإن كانت قد لجأت للغرب إلا أنها ربما تعاني من غربتها.. ومشتاقة لروح أمتها..
التي قد أضاعتها من غير أن تودعها.. أو تعدها بلقاء..
إن ضعف إرادتنا في تحقيق أحلامنا أدى أيضاً إلى ضعف قوتنا..
فأصبحنا نحلم فقط ونتذكر..
وإن كان تاريخنا المشرف قد شهد لنا بعظمة إرادتنا..
لأنها مكمن قوتنا.. التي ننطلق منها لتحقيق أحلامنا..
فلكل شيء خطوته الأولى فمن الأجدر أن نقدم لننعم بروعة النجاح..
فكم من أحلام كبيرة في عقول صغيرة قد أصبحت إنجازات عظيمة..
وذلك كله تحقق بعزيمة وقوة إرادة عميقة..
وكثيراً ما نجد من يبحث عن سر نجاح العلماء والعظماء في مهنهم وحياتهم وجميع شؤونهم ويتساءل ولا يدرك أنه ما عاد هناك سر بل هناك حقيقة..
أدركها كل من له شأن من سابقين ولاحقين..
ألا إنها قوة إرادتهم ومشقة عزمهم في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم..
إننا الآن نجد أحلاماً كبيرة في عقول صغيرة وكبيرة..
ولكنها للأسف حبيسة..
تريد فقط عزم وعمل وقوة إرادة..
فلا هناك مستحيل..
بل هناك احتمال..
وكما قال الخليفة المنصور:
إذا كنت ذا رأي فكن فيه مقدما
فإن فساد الرأي أن تترددا
إنها قوة الإرادة..
ضائعة فيما حولنا بعيدةً عنا وفي داخلنا..
تريد فقط أن نتذكرها ونسترجعها..
ونعقد صلحاً معها ومع أحلامنا الصغيرة والكبيرة..
لننطلق في أمورنا كلها بثقة وسعادة.. فبذلك..
لا نلبث إلا أن نرى أمامنا أحلامنا وطموحاتنا
الصغيرة قد كبرت.. والكبيرة قد عظمت..
فنبتسم حينما نتذكر تلك الأيام التي قد أضعناها ولم ننطلق إلى غد بروح متفائلة.. وإرادة طموحة صابرة.
مواقع النشر (المفضلة)