عندما اغادر المدينة
قد تتفاجأين كثيرا بكلماتي
او بأسلوبي في الكتابه فأنا أعلم ان لكلماتي صدى حتى في قلوب الحاقدين فتجربة الحياة عجنتني وصقلتني
فصرت أقرأ وجوه الناس وأفتش في ضمائرهم فلا تتعجبي انه صار بودي ان اعطف عليهم جميعا لا لشيئ
فقط لأنهم يعرفون طريق الذهاب الى النور.
ولكن يرمون بأبصارهم الى العتمه فلا هم عاشو ولا يحزنون
فالحياة هي الخير بذاته هي الحب بذاته هي السلام بذاته وأي شيئ خلاف ذلك هو تعبير مباشر على الحياة الانسانيه والانسان
فأنا حين انظر الى وجهك الوديع اشعر ان صفاء العالم كله قد استقر في تقاسيمه الحلوة وان جداول من حب وحنان تنسكب من عينيك كالحلم وان شعرك الجميل هذا ليس الا موسيقى اسطوريه عذبه تعزفها انامل خفيه في ليل حزين
كل ما فيك جميل واجمل ما فيك هو قلبك الطيب
فقد كنت في كل مره اراك فيها اشعر ان في قلبك حب دفين
بدأ يكبر ويكبر حتى لزم عليه ان يغادر حنايا صدرك الواسع ليحط على شجرة الحياة الانسان بدون حب كسحابه من غير مطر تعبر سماء الوجود رويدا رويدا حتى تختفي كالسراب فما اجملك انت بمواسم الخير والفرح وما اشقاني انا حين افكر بباقة زهور خياليه
لم تهدا لأحد من قبل
نعم بدأت افكر بكل شيئ بدأت افكر بالقمر والنجوم بالأمطار و الأشجار بدأت أفكر بالصواعق بالعواصف المخيفة القاسية بانهيار السدود بدأت أفكر بابتسامات الأطفال و الورود الملونة و أصوات العصافير بدأت أفكر بالماضي بالحاضر بالمستقبل
سنين ذهبت هباء من عمري كان يجب علي أن أولد رجلاً مكتمل النمو أشعر أنني أعيش في سجن كبير سجن محاط بالكآبة و اليأس
و الشقاء فليست قضبان الحديد وحدها هي التي تعبر عن العبودية في داخلنا سجن في آمالنا سجن هناك دائماً شيء ما في أعماقنا غير طليق تجعلنا نحلم بالحرية و جذور الحرية في عمري لا تريد أن تخرج إلى النور لا تريد أن تتعرش على أحلامي كزهرة ياسمين و حتى خيوط الأمل في حياتي طارت و صارت تبتعد و تبتعد حتى بدأت أظن أنها لن تعود أبداً و كأنني قد اعتدت على الألم و لكأني به صار قطعة مني و صرت قطعة منه و صار كلانا يلاحق الآخر كأننا صديقان حميمان لا يريدا أن يفترقا حتى في لحظات السعادة
فجربي أن تعيشي السعادة و الألم في ذات اللحظة و في نفس الوقت
حينها ستعرفين حقيقة وجودي حقيقة هذا القلب المتعب
لكم أود أن أخلعه من بين ضلوعي و أرميه من أعلى شرفة في الحياة هذه الحياة التي تتغير و تتبدل كل ليلة وكل يوم هذه الحياة التي صرت أعرف كل شيء عن طقوسها حتى صرت أشعر بلحظة الانتقال و مازلت عاجزاً حتى هذه اللحظة عن الموازنة في تحليل الأسباب فقلت مجاملاً آخر الأمر لكل ورقة يوم لسقوطها
الحياة الحياة المسافات الزرقاء الفراش الدافئ
الصديق الذي يكون زورقاً حين تغرق السفن سعادة الدم و هو يغذي فكرة خارقة في دماغ طفل التسلل من البيت ليلاً إلى أمسيات الفرح
الحياة الحياة التي تتبدل كالمواسم
و تبتسم كغدائر تلميذة في الثانوية
الموت في ساحة تعني الصدق
الحياة القويمة الكاملة تلك إنها ضاعت
ضاعت ضاعت و لن تعود
سنين ينهمر الصباح و تهطل نفايات الضوء فوق القلب الحزين تنسكب أصوات العصافير في أذني كالحلم و يسافر اللون الأخضر من عيني لكأني بهما سحابتان
من شوق و من أرق و من فرح ومن تعب و من ألق
لكأني أرى الآن بداية العمر و نهاية العمر
وبين البداية و النهاية لحظات من أمل كبير يسرقني دائماً و يتملكني دائماً و يشدني دائماً نحو جداول الحياة الحلوة الصافية المرحة
الحياة الحياة آه ما أقسى هذه الحياة تركت كل قلوب الناس
و اختارت قلبي المسكين هذا كي يجابه عواصف من فرح كي يحارب جيوش من حزن و عذاب
الحياة الحياة آه ما أجمل هذه الحياة
عندما كنت صغيراً كانت حدود عالمي صغيرا ولكني كبرت كثيراً
اكثر من يعرف مشاعري في هذه اللحظه القمر وعامل التنظيفات
الحياة الحياة كنا نكذب مره واحده فقط عندما لا نكتب واجب المدرسه كنا نخون مره واحده فقط عندما نتعرف على من هي اجمل كنا ننسلخ برهة قصيره وقت يزدهر الغضب ونتخايث حين نظفر بصديق لديه كره الحياة هكذا
لم تكن ابعد من ذلك وكانت جميلة حقا اكتب بلا ملجأ اخاف بلا دماغ أحزن واتعب ولم اتحدث بعد عن قطيع الافكار المسبقه عن العقارب التي تلدغ حتى الرمال ما اجمل النسيان احياتا شرط ان يكون مرسوما بدقه شرط ان يذكرنا بالكارثه
لا تتعجبي ولا تتسائلي ولا تنفعلي فلست متشائما الى تلك الدرجه التي تفكرين بها الان بل انا لست متشائما ابدا وما اقوله ليس الا حقيقه فأنا لا افاجأ بالعاصفه الغيوم السوداء الداكنه تنتهي عبر قدومها ولا افاجأ بحنان امي فما زال عطائها يغمرني والتشاؤم شيئ مجهول الاقامه مجهول الهويه لم يحدث بعد
طالت غربتي عن القلم مثلما طالت غربتي مع الصبر فلعل في هذا القلب متسع من فرح لعل بين ثناياه بقايا صدى لاغنيات قديمه لعل بين طيات ظلماته مكانا لفسحة ضوء صغيره لعل هناك بين اركانه متسع لحلم جديد
صرت اسأل نفسي وتسألني نفسي بدأت اشعر ان كل كلمه اكتبها لك يجب ان افكر بها الاف المرات واعيد صياغتها الاف المرات
صدقيني أنه لم يكن لدي في هذا العالم أسهل من الكتابة كنت أرتمي إلى الأوراق كلما أحسست بألم جديد و حزن جديد كنت أرقّص الحروف و أرقص مع الحروف كلما زارني فرح ما أو غمرتني سعادة عابرة حتى تجمدت حياتي أشبه بنبع من الأحزان لا يريد أن ينتهي حينها لم أعد أرغب أبداً في الكتابة فإن أقسى ما يشعر به المرء هو ذلك الألم الغريب العجيب الذي ينتابه حين يغترب مع ذاته في دائرة الحزن
و ها أنت الآن تعيدينني إلى ذاتي و أشعر أنني إنسان موجود في علبة مفتوحة من جانب واحد قد يأتي منه النور و قد يأتي منه الظلام
لم أجد رغبة في الكتابة عندي كما أجدها الآن و لم أجد صعوبة في الكتابة في عمري كما أجدها الآن
ربما لأني كنت أكتب لكل الناس أو لنفسي أنا أو لصديقة عزيزة
أو لكي أتسلى أما الآن فأنا أكتب لك أنت لك وحدك .أنت و أنت تعنين لي الكثير الكثير فلربما أنت كل الناس و صديقتي الوحيدة ونفسي أنا بل وكل ما يعنيني الآن في هذه الحياة لذا يجب علي أن أكتب بلغة ليست ككل اللغات فأنا لا أريد أن أركب البحر فقط لأشعر بالدوار أنا أريد أن أغوص في أعماقه
و أكتشف غرائبه و أتقلب على أمواجه و أعود لأركض على شطآنه كطفل صغير هارب من المدرسة يحمل في حقيبته العصافير و القصائد و لكنني بدأت أخاف بدأت أخاف من هذه الوحوش الكبيرة التي تملأ البحر بدأت أخاف أن تنهش قلبي
و ترميه على موانئ الكآبة و اليأس فالمرارة صعبة أصعب بكثير من أن يتصورها المرء و مع ذلك فإن ناقوس الأمل بدأ يجلل في قلبي و لن توقفه إلا نهاية الحياة و الإنسان بلا أمل كحديقة بلا حارس تتوزع زهورها على عابري السبيل حتى تصبح جرداء إلا من الريح
عذراً يا حلوتي الطيبة الناعمة إذا أتعبت رأسك الصغير الجميل بكلماتي و لكن ما بالقلب حيلة
فقلبي هذا أبى إلا أن يدخلك بين جوارحه
لكأني به شعر بنسمات الأمان و بلمسات الحنان
هذا أنا
و هذه حياتي
للصمت معنى
مواقع النشر (المفضلة)