[align=right]
فقد ابوه وهو في الثالثه من عمره ... وهاهو يفقد امه بعد بلوغه العشرين ... ليبقى وحيداً في هذا الزخم الهائل من البشر ...فسحقااً لحقيبة السنين المليئة بما لا نشتهي ... وسحقاً لمفاجآت الليالي السود ..
ها انتي تأتين ايتها الدنيا وبلا رحمة ... افهكذا تفعلين بالطيبين ؟!
.
.
.
.
بعد مرور سنه ... وبمزاج سيء ...أدار محرك سيارته وانطلق يجوب شوارع هذا الرياض الشاسع ....
الى اين ؟! لا يعلم ؟!
فقد أعطى لسيارته حرية الركض على الطرقات والارصفه ... وترك لعينيه مجال الرؤيا في هذا الكون المليء بصخب النوارس وتمتمات الامم ...
وبدأت الذكرى الراحله تحبو من مهجته شيئا فشيئا وتستجدي بواعث الدمع من مآقيه .. فمرةً يجوس بمخيلته ابتسامة ابيه ... ومرةً مداعبات امه ... بقي على هذا الحال يمتطي صهوة الخيال حتى بدأت الشمس تخطو في الافق ... وتغفو في البعيد المجهول ...
اعياه استجداء الذكرى فقرر الهروب للواقع ... وتوقف عند احد محلات الكوفي ... فقد كانت به حاجة حمقاء لبعض القهوه ... وحين بدأ بالنزول .. اذ لاحت له من بـُـعد وقد حشرت نفسها بداخل بنطالٍ ضيق يصور انحناءات تلك الفتنه المكنونه ... ويبيح لتلال الكرز حرية القتل كما تريد ...
انتقل ببصره للاعلى ... حبه ... حبه ... واذ بازرار القميص تحاصر تفاحها النافر ... ومـشمشها المستقر على وجنتيها يستفزه شيئا فشيئا ... وبدا جوفها السمهري يشكو ضيم اردافها ...
في تلك اللحضات اطلق العنان لعقله للوقوف امام تلك الانثى الخرافة .. فحاول ان ينسبها للبشر ففشل ...
وحاول ان ينسبها للزهور ففشل ... وحاول ان ينسبها للغيوم ففشل ؟!!
تمتم بينه وبينه ... يا لهذه الكائنة الغريبه !! امن رحم السماء جاءت ؟! ام هي نتاج التحام الغيوم بأشجار الكينا ! او ربما اتت نتاج ملايين القُـبل المحمومه ! او ربما ملاك تسلل من السماء خفيه ؟!
ضاقت الارض واتسعت ... ثم ضاقت واتسعت ...
وفي لحظة بوح ... دنا منها حتى كاد يرتطم بالورد ... فصعقته برائحة عطرها الباريسي ... ( يا لعناء السماء ) .. حاول ان يتكلم فأصبح كطيور البجع المرتعشه ...
فبادرته هل من خدمه ؟!
فقال : ايتها السوسنه المترفه ..
.
.
ربما اكمل .. ( ان اذن القدر ) ... لا قمر يولد[/align]
مواقع النشر (المفضلة)