أزياء المصمم باسيل سودا لخريف وشتاء 2008 تحمل في تفاصيل ألوانها وأشكالها حركة ناشطة، وهذه الحركة كفيلة بجذب الأنظار اليها، ليس لأنها براقة وصاخبة في آن معا، بل لأنها ايضا تعكس أنوثة المرأة كما لو انها مرآة تعكس الجمال الغامض في أعماق الأنوثة.
لقد نجح المصمم في تصوير المرأة من خلال الأقمشة والألوان والخيوط، كانت الأثواب التي قدمها سودا بمنزلة المسافة التي تتقاطع على مساحاتها، ايقاعات وأنغام بصرية، اذ ينعم الناظر الى هذه الألوان بمتعة المشاهدة، ذلك ان النظر جليا الى كل تفاصيل ما يمكن مشاهدته في الفستان الواحد يكفي لبناء الصورة الناطقة بالجمال المفتوح على حرية جسدية وخيال.
تشكيلة مميزة أطلقها المصمم لتكون الزي المناسب في الفصل الجديد، وقد اختار لهذا كل ما من شأنه تطوير حركة الجسد أولا، ثم تطوير الشكل وتاليا بناء الجمال التالي الذي تشتهيه كل امرأة.
لعبت الألوان دورا بارزا في اكتمال الشكل، وكانت هذه الألوان بمنزلة الجواب الكامل والمتكامل على سؤال الموضة، وكأن المصمم اختار اللون سبيلا إلى الشكل، وبهذا اللون استطاع تحديث اللون ذاته من خلال التداخلات والمزج الذي اعتمده لاستخلاص الصورة النهائية للون، ثم استطاع توظيف الشكل في خدمة اللون والعكس بالعكس.
كل هذا التناغم احتشد في أزياء باسيل سودا، ولم تتوقف الصورة عند هذا الحد، بل ذهبت الى أبعد حيث تستطيع الأنوثة ان ترتفع وتصل الى مرتبة عالية لا يمكن الا النظر إليها بإعجاب يفوق الاعجاب المتعارف عليه.
انها ازياء ممكنة ومستحيلة، ممكنة لأنها نجحت في ابراز المرأة بأبهى أنوثة، ومستحيلة لأنها صعبة الاكتمال في مساحة النظر، ذلك ان الصورة النهائية لكل فستان لا يمكن ان تنتهي بانتهاء النظر اليها.
مواقع النشر (المفضلة)