هي ابنة الجيران الفتاة الجميلة التي سحرت كل شباب الفريج وكانت مطمعا لهم جميعا الكل يتسابق لخطب ودها والفوز بقلبها، وكان قلب سليمان ايضا يشتعل نارا بحب جارته الحسناء لكنه لم يدخل السباق مع اصدقائه وزملاء الفريج على قلبها بل كان يقف متفرجا حتى يصل الجميع الى نقطة النهاية ويرى من سيكون الفائز بها، أو ربما يخسرون جميعا ويتقدم هو للفوز بقلبها ويتوج حبه بالزواج من محبوبته التي عاش طويلا يحلم بالارتباط بها.
وبالفعل كانت الفتاة الجميلة الساحرة ترفض كل من يحاول التقرب منها أو اللهو معها، فخابت ظنون كل شباب الفريج. وكانت تلك النتيجة في مصلحة سليمان الذي فرح بترفع محبوبته عن مجاراة هؤلاء الشباب العابث فقرر ان يخطو خطوة ايجابية نحوها، وطلب من والدته ان تذهب الى منزل محبوبته لتفتح معها موضوع الزواج، خاصة انه انهى دراسته الجامعية وتسلم وظيفته. لكنه فوجئ بمعارضة والدته الشديدة لتلك الزيجة من دون ابداء اي اسباب. تمسك سليمان برأيه وبرغبته في الزواج من جارته الحسناء، ودافع عن رغبته هذه حتى رضخت له والدته على مضض، وتم الزواج.
كان على سليمان ان يقيم مع زوجته في منزل العائلة مع والدته واشقائه الصغار لرعايتهم فهو عائلهم الوحيد بعد وفاة والده.
وبدأت الزوجة المسكينة حياتها مع سليمان بسيناريو من النكد والمشاكل بينها وبين والدة زوجها التي كانت تتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياتهما الزوجية فحتى أدق التفاصيل الزوجية لابد ان يكون لها رأي فيها مما ازعج الزوجة.
اختارت الشابة المسكينة بين ارضاء زوجها وتحمل تسلط والدته وبين رغبتها بالحرية والاستقلالية مع زوجها. تحدثت مع زوجها لكن من دون فائدة فهو ضعيف جدا امام والدته وبكائها الذي يشبه بكاء التماسيح وتمثيلها دور المغلوبة على أمرها، المقهورة من زوجة ابنها.
ولم تكتف الأم بكل ذلك بل بدأت توسوس لابنها بان زوجته ليست مناسبة له ولن تسعده على رغم انها انجبت له طفلا جميلا. ولم تترك ابنها الا وقد سممت افكاره تجاه زوجته، ثم عرضت عليه الزواج بابنة عمه، فاقتنع سليمان بكلام والدته خاصة ان زوجته الجميلة بدأت تشكو دائما من أفعال والدته.
وطلق سليمان زوجته الجميلة بعد ان افتعل معها مشاجرة بسيطة تركت على اثرها المنزل فطلقها بعد عدة ايام من تركها المنزل. لم تتفاجأ الزوجة المسكينة لانها كانت تعلم مسبقا ان والدة زوجها لن تتركها من دون افساد حياتها والقضاء على سعادتها.. بعد الطلاق بعدة أيام توجهت المسكينة الى منزل طليقها لجمع اغراضها واغراض طفلها الا ان والدة طليقها تصدت لها رافضة ان تأخذ اي شيء ولو كان يخصها او يخص طفلها، تشاجرت الاثنتان وتشابكتا بالايدي فخرجت الزوجة على اثرها وآثار الضرب تبدو على كل انحاء جسدها.
عندما رآها شقيقها ووالدها وعلما الحقيقة غلا الدم في عروقهما وتوجها الى ديوانية اسرة سليمان واشتعل النقاش الذي تطور الى شجار ثم تشابك بالأيدي وباستخدام كل ما تطاله ايديهم واستل سليمان سكين الفواكه الذي كان على المنضدة بالديوانية ووجه طعنة نافذة لشقيق طليقته أردته قتيلا على الفور.
استدعى الجيران رجال الشرطة الذين امسكوا بكل اطراف المشاجرة فاعترف سليمان بجريمته، وقدم للمحاكمة بتهمة الضرب الذي أفضى الى الموت واصدرت عليه المحكمة حكما بالسجن خمسة عشر عاما مع الشغل والنفاذ.
مواقع النشر (المفضلة)