كلنا نردد كلمة الحب والبعض منا يحلم بها كثيرا والآخر محروم منها.. والأغلبية يتمنون لو أنهم لم يجربوا الحب ولم يعرفوه، فكم من جرائم ارتكبت باسم الحب وكم من نساء عُذبن واضطهدن من الحب وكم من رجال ذلوا وأهدرت كرامتهم بسببه، فكل المآسي التي نعيشها سببها الحب.. في الوقت نفسه لا تطيب لنا الحياة إلا بالحب.. ولا يستطيع أحدنا العيش دون الحب أو حتي الحلم بالحب والحبيب حتي وإن لم يكن واقعا ملموسا في حياتنا فيكفينا تخيل ذاك الحبيب المجهول لتزهر الدنيا حولنا وتطرز أحلامنا بالورود الحمراء ونشعر بإنسانيتنا ونبضات قلوبنا التي طالما تجاهلنا ضرباتها في صدورنا.
ويختلف مفهوم الحب عند الناس كل حسب ثقافته ومبادئه واحتياجاته فالأغلبية يعتبرون الحب حاجة ورغبة فقط ولكنهم لا يعترفون بذلك ويولد حبهم بشكل سريع ولا يجدون حرجاً من ترديد عبارات الحب والهوي من ثاني يوم من معرفتهم لبعض وهؤلاء حبهم هش يتعرض للانهيار من أول موقف لأنه لم يكن حبا من الأساس، والبعض يحب من أجل مصلحة ما وغاية معينة وهدف محدد، والبعض يحب لأنه يشعر بفراغ عاطفي ويحتاج إلي من يقف بجابنه ويسانده في يومه ويشكو له همومه ويشاوره في أفكاره وقراراته ويبوح له بأمور خاصة.. ويمكن اعتبار هذا النوع من الاحتياج صداقة وشراكة حتي وإن كانت مشاعر الحب طاغية فيه، وهناك حب ملتهب مليء بالأشواق والأحلام والأمنيات المستقبلية إلا أن عنصر التضحية مفقود في هذا الحب لذلك نجد أن كلا الطرفين غير قادرين علي المواجهة والتحدي مفضلين البقاء تحت مظلة الحب خيرا من إثارة الزوابع والأعاصير حولهم.. ومع الأيام يذبل هذا الحب ويذوب في عراك الحياة لانعدام التضحية من أجل الحب فكم من علاقات حب انتهت بعدم تضحية أحد الطرفين من أجل ذلك الحب، وفي المقابل نجد نماذج كثيرة قدم فيها الطرفان تضحيات أوصلتهم لتحقيق أحلامهم وبالتأكيد إن التضحية من أجل الحب ليست بالأمر الهين وتحتاج إلي قرارات قوية وقدرة علي المواجهة والتحدي والثبات والإصرار علي تحقيق الهدف وقد يكون خير مثال للتضحية من أجل الحب الملك ادوارد الثامن حينما ضحي بعرش بريطانيا العظمي ليتزوج من المطلقة الأمريكية والس سيمبسون بعد أن لعترض القانون البريطاني علي زواجه وخيّره بين العرش ومحبوبته واختارها تاركا وراءه عرشا عظيما يتهافت الكثير علي أن يكونوا في مكانه، هذه هي التضحية الفعلية من أجل الحب فقد واجه الملك القانون والشعب وأثبت لمحبوبته صدقه في الارتباط بها وتكوين علاقة أسرية ممتدة، هذا وهو ينتمي لعروق ملكية وتزوج من إنسانة عادية لا تنتمي لنفس العرق ولا النسب ولا الأصل ولا الجنسية.
فهل يوجد بيننا وفي زمننا هذا من يتخلي عن العرش من أجل الحب؟؟؟ وهل يوجد من يستطيع مواجهة ظروفه للوفاء بالتزاماته تجاه هذا الحب؟؟؟
وهل نجد رجالا صادقين يقهرون الصعاب للفوز بقلوب طيبة تقدر تلك التضحيات وتقدم عمرها هدية مغلفة بورود العطاء؟؟؟؟
الكثير يتغني بالحب ولا يتخيل فراق محبوبته ويضع لها القوانين والفرمانات الصارمة باعتبارها زوجة المستقبل وعند الجد تقف كل الظروف الزائفة حائلا لذلك الارتباط!!!
قرار الزواج يحتاج إلي مواجهة وجرأة وإصرار علي الاختيار يفتقر إليها بعض الشباب، في حين تتمني الفتيات لو كان بإمكانهن أخذ تلك الخطوة والمبادرة بقرار الزواج!!!
المشكلة هي استغلال بعض الرجال لحقهم في التحكم بمصير النساء فهم من يحدد سير حياة المرأة وجعلها في حالة انتظار دائمة لذلك الارتباط!!!
مواقع النشر (المفضلة)