أخي إنها كلمات بسيطة أعبر لك فيها عن مدى حبي الصادق لك، وعن مشاعري الفياضة تجاهك، فوالله ما هان عليّ أن أراك تسلك طريقا غير طريقك السوي الذي فطرت عليه، وما هان عليّ أن أرى رفاق السوء يتلاعبون بشخصك الكريم ميمنة وميسرة على صفاء نية منك، وأنت تخوض معهم أموراً شتى معتقداً بهم خيراً وزارعاً ثقةً في غير محلها، ظنا منك بأنك قد وفقت في حسن الاختيار، وأنك وجدت رجالاً يقفون معك في اليسر والعسر، والشدة والرخاء، فما أسرع ما يروغون، ما أسرع ما يرمونك في الهاوية ثم ينصرفون لا يهتمون بمصلحتك ولا عنك يسألون، وكيف يهتمون بمصلحتك وقد أضاعوا مصلحة أنفسهم، بل إن هناك فئة وياليتها فئة بل فئات من الشباب مع أسف شديد يحرق القلب قد فضلوا أصحابهم (رفاق السوء) على إخوتهم وأبيهم وهو يرون أن هؤلاء الأصحاب هم ملوك الأدب ورمز الرجولة والشجاعة، ينفذون ما يقولون، ويتباهون بما به يوصفون، ولسان حالهم يقول لا عليكم منا ودعوننا وشأننا، نصاحب من نصاحب ونماشي من نماشي!!.. فلماذا لا علينا منهم أليسوا إخواناً لنا؟!
لهم ما لنا وعليهم ما علينا )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (10 سورة الحجرات)، وتهمنا مصلحتهم وتوفيقهم في الدنيا والآخرة، ومن أعماق القلب وضياء الصراحة ومنطلق النصيحة التي أوصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم نقول لهم: لا نستطيع ترككم على هذه الحال، فوالله لو حاولنا لوجدنا شيئا في انفسنا يعذبنا الليل والنهار ويقول: إن لكم في الله إخوة قد أخذتهم الدنيا بغرورها {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ})(20 )سورة الحديد).
أخي الشاب: لو تأملت في حال كثير من شبابنا اليوم ولو سألت البعض منهم هل أنت سعيد في حياتك لرد عليك بقوله: لا سعادة في هذه الدنيا أبداً ولقد بحثتُ عن السعادة في كل مكان ولم أجدها. ولو سألته عن حاله وحال رفاقه الشباب لقال: صدور ضيقة وأموال ضائعة وتصرفات طائشة، وسهرات دائمة، وجلسات فارغة.. إنا لا نعرف لنا قيمة ولا لحياتنا طعما ولا يقدرنا أحد. أخي، نصيحة: تجنب الرفقة الفاسدة التي لا تأمر إلا بالمنكر وتنهى عن المعروف، ولا عز منهم بل المذلة يلبسونك إياها، وإن كانت ليست بمقاسك!! وإذا أردت أن تنظر إلى نفسك فانظر إلى رفيقك الذي تماشيه وتجالسه وتمعن جيداً في أقواله وحركاته فهي طبق أقوالك وحركاتك تماماً.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
فأحرص على الرفقة الطيبة التي تعينك على طاعة الله، الرفقة الصالحة التي لا يبدر منها إلا الخير.
صحبة الصالحين بلسم قلبي
إنها للنفوس أعظم راقي
نعم هذا هو حال شبابنا اليوم وأرجو الله ألا نكون ممن ضيع الدرب، وما أسعد الركب على سير السلف والصحابة رضوان الله عنهم أجمعين.
مواقع النشر (المفضلة)