[align=center][frame="9 80"]أشواق
يا طبيبي ظمِئَتْ روحي إلى
رشفةِ النُّورِ وراءَ الأفُقِ
أطلِقوني.. إنّني في جسدى
بلبلٌ ضاق بسجنٍ مُغلق
طال حبسي وأنا ما عشقتْ
مهجتي غيرَ الفضاء المطلق
آه يا حريّتي!! حريّتي
من وراء الغيم! حُلّي موثقي
أنقذيني من كياني الضيِّقِ
****
هذه أُمّي تُناديني و قد
نَصَلتْ من حلقات الزمنِِ
يتخطّى السحبَ وثباً صوتُها
ساكباً أصداءه في أُذني
باركيني! حلِّقي في مخدعي
خلِّصيني من قيود البدن
وأنيري لي سبيلي.. إنَّما
أنا في الدنيا غريبُ الوطن
نهشتْ قلبي نيوبُ الشجنِ
****
غام لي الحاضرُ فاغتال الأسى
ذوبَ نفسي وبقايا أضلعي
وتهاوتْ أنجمُ الماضي على
صفحة الذكرى فهاجتْ أدمعي
أين أُمّي؟ أين واريتُ أبي؟
كيف غابا، ولقد كانا معي!
أقفرتْ دنيايَ من أغراسِها
وأنا أرهبُ عيشَ البَلْقعِ
فإلى كم يحتويني هَلَعي؟!
****
أنا مثلُ الماء في الجدول، وقد
كنتُ غيماً سابحاً عبرَ الفضا
وأذابتْني سياطُ الشمسِ إذْ
أَضرمتْ في عنصري نارَ الغضى
فتساقطتُ على الأرض، وكم
شربَ العطشانُ منّي.. ومضى!
تتغنَّى فيَّ أمواجي إلى
أصلِها شوقاً!! ولكنْ ما قضى
لهبُ الشوق مُرادي، ما قضى!
****
يا طبيبي ظمِئتْ رُوحي إلي
رشفةِ النُّورِ وراء الأُفُقِ
أطلقوني إنّني في جَسَدي
بلبلٌ ضاق بسجنٍ مُغلَق
طال حبسي وأنا ما عشقتْ
مهجتي غيرَ الفضاءِ المطلق
آهِ يا حريتي!! حريتي
من وراء الغيمِ! حُلِّي مَوْثقي
أنقذيني من كياني الضيِّق
لوجودي فوق أرض الناسِ معنىً قد عرفتُهْ
****
غيرَ أنّي ها هنا في ظلمة السجنِ عبدتُه..
ومثالي في الوجود الحرِّ من دمعي صنعتُه
*****
ها هنا تنتفض الأحداثُ في كون صغيرْ
ها هنا، ترتعش الأحلامُ في صمت القبور
وهنا موكبُ أحرارٍ على الشوك يسير..
****
لم يعد من ذلك العهدِ سوى وهمِ التمنّي
وبقايا ذكرياتٍ يتسكَّعن بسجني
ذكرياتٍ أنا منها.. من سَداها وهي منّي!
غيرَ أنّي ذاتَ يومٍ سوف ألقى ما حُرْمتُهْ
وسأحيا كلَّ أحلامي.. وما كنتُ اشتهيتُه
وسأحيا رَغَدَ الحبِّ الذي بالأمس ذقته
وأُعيد الضربَ في الصخر الذي كنتُ ألنته
والنضالَ الداميَ الصُّلْبَ الذي كنتُ بدأتُه
****[/frame][/align]
[align=center]
للشاعر عبد الرحمن الخميسى[/align]
مواقع النشر (المفضلة)