الكمأة نوع من النباتات الفطرية، التي تنبت تحت سطح الارض على اعماق متفاوتة، وتعرف في منطقة الجزيرة والخليج باسم الفقع، وهي تنبت عادة في موسم الربيع بعد العواصف الرعدية، ولذلك اطلق عليها العرب قديما اسم 'نبات الرعد'، ولها انواع عديدة تختلف في اشكالها والوانها وطعمها.
وعندما تم تحليل الكمأة تبين انها مصدر مهم للبروتينات من بين نباتات الصحراء، وقد اجريت العديد من الدراسات والابحاث على مرضى مصابين بالرمد الحبيبي او التراخوما - وهو التهاب مزمن ومعد يصيب العين ويؤدي الى تليف القرنية، مما قد يتسبب في فقدان البصر - فاستخدم ماء الكمأة في علاج نصف المرضى، واستخدمت المضادات الحيوية في علاج النصف الآخر، فتبين ان ماء الكمأة قد ادى الى نقص شديد في تكون الخلايا اللمفاوية والألياف التي تنتج عن هذا الالتهاب، والتي تسبب العتامة في القرنية، بعكس الحالات الاخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية، فهو يقلل من حدوث هذا التليف في قرنية العين وذلك بوقف نمو الخلايا المكونة للالياف، كما انه في الوقت نفسه يقوم بمعادلة التأثير الكيميائي لسموم التزاخوما، ويمنع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة في العين، ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة، ولان معظم مضاعفات الرمد الحبيبي تنتج عن عملية تليف قرنية العين، فان ماء الكمأة يمنع من حدوث هذه المضاعفات باذن الله.
وهذا هو ما اخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قبل الف واربعمائة سنة حين قال كما في الصحيحين: (الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين)، فكان قوله هذا سبقا علميا واعجازا نبويا، قبل ان تتطور العلوم ويكتشف الناس هذه الحقائق في هذا العصر.
مواقع النشر (المفضلة)