لحظة غروب
تشرق الشمس يومياً على نغمات أمواجها الهادئة تيقظها من سباتها لأداء صلاة الفجر ،
تعكس أشعتها كسلاسل ذهبية على تلك الأمواج الهادئة تيقظها بصوت سلاسل الحب الغجرية
وتقول لها أنا هنا أنت في قيد حبي وفي قلبي ،
أشرقت من أجلك وحدك .. لأجل حبنا .. وسأعود لإحتضانك آخر النهار..
وتأتي ساعات النهار الأخيرة ، تأتي من جديد متعبة مرهقة من عناء يوم كامل ، تحتضن أمواج البحر
بثورانها وسكونها محتملة كل أحوالها وترتمي بعنائها في أحضانها..
ويمتزجان كروح واحدة في جسدين شمس وموج بحر. كانا يرميان بهموم يومهما في تلك اللحظة مودعان همومهما معاً،
ويسعدان بحبهما وبلقائهما معاً ، ينسيان كل معاناتهما في تلك اللحظة، تهتم بكل ما يخصه ويهتم بكل مايخصه
ويحملان أكبادهما معاً.
وجاءت لحظة غروب جديد ويلتقيان من جديد ولكن تأتي الشمس محملة بغيوم تحجب عنها كل ما يخصها
بالمبالاة ،
تسأله أمواج البحر كعادتها ماذا هناك ؟ لماذا هذه الغيمة أصبحت تصاحبك استمرار ، لما لا تأتي بدونها؟ وتلقي بهمومك في أحضاني .
تجيب الشمس إنه شيء يخصني وكأنه لا يخصها . اتركيني وشأني أنت من أراد ذلك!
رجعت أمواج البحر متكدرة بعد صفائها . تثور هناك في داخلها تتصارع التيارات بداخلها ترى ماذا جرى؟
لماذا هذا الإنفصال الروحي ولماذا تلك الغيمة تحجب شمسي عني؟لم تعد كما كانت !
ترجع الأمواج لسكونها وهدوئها ولكنها ثائرة من الداخل بعد إحساسها بذلك الشعور المميت الذي يقتل كل ذرة في كيانها..
ترجع إلى بحرها تسعد كل من حولها ولكنها مضطربة داخلياً..
الكل يستمتع بثورانها وسكونها الكل ينظر إليها ..
ولكنها غير سعيدة ، أمواجها تتكسر من الداخل بقوة ولا تهدأ ولو ثواني.
مواقع النشر (المفضلة)