مذكرات فتاة حالمة (قصة قصيرة)
هذه القصة من نسج الخيال والواقع معا.. قليل من هذا وذاك..ربما تكون مذكراتي انا او ربما تكون مذكرات لفتاة حالمة في هذا العالم... اتمنى من كل قلبي ان تنال اعجابكم.....
مذكرات فتاة حالمة
أجل انا فتاة حالمة..لا تستغربوا هذا أو تستنكروه..فبكل فخر انا فتاة لا تتوقف للحظة عن أحلامها وتمنياتها.. لا أعلم لم..منذ طفولتي وانا اجد نفسي أحلم باستمرار ..
وعلى ما أذكر اول ما حلمت به..وتمنيت الحصول عليه..انظروا ماذا.."قنفذ"..اتصدقون هذا الحيوان الملئ بالأشواك تمنيت الحصول عليه يوما.. وكل ذلك لاني شاهدته في افلام الرسوم المتحركة..وما حدث انني طلبت من ابي شراءه لي..واخبرني انه سيقوم بذلك في الغد..وهذا الغد لم يأتي منذ ذلك الحين!!
واذكر ايضا عندما بلغت الثامنة ازدادت احلامي جموحا وتوسعا..فحلمت ان امتلك جناحين لأحلق بهما واذهب أينما اشاء.. ولكن بغتة راودتني فكرة جعلتني اتخلى عن هذا الحلم.. اتعرفون ماذا.. لقد خشيت لحظتها أن اضيع او اتوه ولا اعرف طريق العودة الى المنزل.. وكأن هذه هي المشكلة!!
وعندما بلغت العاشرة.. ازداد حلمي توسعا وجموحا..وان كنتم لا تصدقون_وانا نفسي لا اصدق_ اني في تلك اللحظة تمنيت شابا...
اتصدقون طفلة لا تزال في العاشرة من عمرها تتمنى شابا..اي جنون هذا..ولكني كنت من الجنون الكافي الذي يدفعني للاستمرار في هذا الحلم وخصوصا عند زياراتي الى منزل عمتي..صحيح لم اخبركم ان من تمنيته لي كان ابن عمتي....
تستغربون هذا الشيء اليس كذلك؟..ولكنكم لم تروا شيئا بعد فما خفي كان أعظم..حسنا كان اول ما فعلته حتى احاول ان انبهه لي هي رسالة..ويا للجنون.. يبدوا انني اتأثر بالأفلام بسرعة..
كتبت له رسالة سريعة لا اذكر كلماتها جيدا ولكن ما اذكره انني ختمتها بـ" مع حبي"..لا ازال اشعر بالخجل من تصرفي هذا ولا اعرف من اين واتتني الجرأة لافعل شيئا كهذا يومها..ولكن يقول المثل (ليس على المجنون حرج)..وانا كنت فتاة مجنونة ولا ازال في الحقيقة!..
المهم انني يومها على ما اذكر.. رميت الرسالة له ما ان رأيته يخرج من غرفته..ورايته وانا واقفة كالبلهاء اتطلع اليه يقرأ الرسالة دونما اهتمام ثم يبتعد..ولا اعلم ما فعله بها بعدها..ولكني لو كنت مكانه لمزقتها او رميتها في وجهي..
المهم كانت العلاقة بيننا طبيعية لم يؤثر هذا الموقف على كلينا..واذكر انه كثيرا ما كان يمازحني وافضل الجلوس معه على الجلوس مع شقيقته والتي هي صديقتي المقربة!..
وبعدها بسنة تقريبا تجرأت وسألت شقيقته هذا السؤال (هل شقيقك معجب بفتاة ما؟)..لا تسألوني أي جرأة كانت لي حينها لاني وبصراحة لست املك أي منها الآن..فأنا فتاة خجولة بأكثر ما تتصورون..واذكر ان شقيقته أي ابنة عمتي أجابتني يومها بجواب رائع ومثير وجميل الى ابعد الحدود اذ قالت لي وبكل هدوء (اجل)..انتابني احساس بخنقها او بخنقه او بخنق نفسي حتى!..وعدت اسألها قائلة( ومن تكون هذه الفتاة؟)..قالت بلامبالاة أثارت أعصابي (ابنة عمي واخبرني انه معجب بها منذ فترة)..
لا اعلم ماذا اصابني لحظتها.. صدمة.. عدم تصديق..غياب عن الواقع.. اهم شيء انني صمت لفترة ولم اتحدث اليها بشأنه الا عندما تكرر اللقاء بيني وبينه وذلك بعد عامين..وحينها طلبت من ابنة عمي ان تخبره بانني معجبة به.. اعلم دون ان تقولوا..جريئة وليس لدي شيء اسمه حياء او خجل....
لا اعلم ان كانت اخبرته ام لا وفي يوم العيد التقيت به فسألته (هل اخبرتك شقيقتك بشيء؟).. فقال لي بابتسامته المعهودة (شيء مثل ماذا؟)..سألته متشككة(هل أخبرتك ام لا؟)..قال وهو يهز كتفيه بهدوء( لا اعلم ماذا تعنين بالضبط)..ولست اعلم حتى هذه اللحظة ان كان يومها يعني ما يقوله ام انه يود ان يستفزني ويضايقني فحسب..
وانعدمت لقاءاتي به تقريبا وخصوصا واني قد كبرت ولم اعد تلك الطفلة الحمقاء..ولم اعد أراه الا في المناسبات ولا اتبادل معه ولا كلمة واحدة.. فكما اخبرتكم فأنا خجولة قبل كل شيء!..تستنكرون هذا الخجل الذي ابدوا عليه عندما كبرت..معكم حق..
لم تسألوا الى الآ ن سبب برودي الشديد هذا الذي يبدوا مع كلماتي.. اتريدون ان تعرفوا ..حسنا..لان اليوم هو يوم حافل بالاحداث وخصوصا انه اليوم السعيد الذي سيعقد فيه قران ابن عمتي-لا ليس علي انا لا تحلموا كثيرا اسألوا مجربة- على ابنة عمه.. انني اشتعل غيضا لا بل اكاد اموت قهرا..وقد اكتشفت اكثر من أي وقت سبق بأن الاحلام لا تتحقق ابدا.. وخصوصا احلامي انا..هل انا سيئة الحظ الى هذه الدرجة.. في الحقيقة لا اعلم..
دعوني الآن وحدي لا اعلم ماذا سأفعل؟..اما ان انتحر..او اقتله هو وتلك الغبية واحصل على حكم الاعدام..لانني قتلته مع سبق الاصرار والترصد والانتقام ايضا!!..تعددت الطرق والموت واحد...
واظن ايضا انني سأمزق هذه المذكرات..ولو لم افعل لظروف انتم تعرفونها .. ارجوكم ان تفعلوا انتم....
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)