مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: :: إن الله رفيق يحب الرفق ::

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Sun :: إن الله رفيق يحب الرفق ::

    يعجب المرء إذا ما اطلع على ما في هذا الدين من خلق الرفق ثم يرى حال المسلمين فيجد بأسهم بينهم شديداً، يغلظ بعضهم إلى بعض في القول، حتى في داخل المسجد بين بعض المصلين، يستاؤون من شخص المسيء لا من سيئته، ويهاجمون المخطئ حتى لينفر منهم، ومما يقولون له من الحق، ينسون وصف الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: (ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

    سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: (تقوى الله، وحسن الخلق)، والرفق من أحسن الخلق، بل هو جوهر الأخلاق الحميدة، وهو خلق يحبه الله ورسوله، والرفق يعني التلطف في الأمور، ولين الجانب، والبعد عن العنف، واجتناب الشدة، والغلظة، ويعني في ما يعنيه استخدام الحكمة والتعقل وضبط النفس في مواجهة الأزمات والمشكلات صغيرة كانت أم كبيرة، وسياسية كانت أم اجتماعية، وهو وصفة النجاح في معالجة أيّة مشكلة، فيما لا تزيد الشدة والتعسف واستخدام العنف، المشكلات والأزمات إلا سوءاً واشتعالاً.


    الستر والجنة

    لقد أمر تعالى بالتحلي بالرفق في الأمر كله كما قال صلى الله عليه وسلم في ما رواه الشيخان: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)، وفي رواية مسلم: (إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه).

    والمسلم الذي يهتدي بهدي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم يلتزم بالرفق إزاء كل من حوله، فيرفق بأبويه وأهله، ويرفق بمن تحت يديه في العمل، ويرفق بالضعفاء والمساكين، لينال ستر الله في الدنيا، ويحظى بدخول جنته في الآخرة، وقد بشرنا صلى الله عليه وسلم فقال: (ثلاث مَن كن فيه، ستر الله عليه، وأدخله جنته: رِفْقٌ بالضعيف، وشفقة على الوالدين، وإحسان إلى المَمْلوك).

    والرفق يرفع درجة صاحبه بين الناس، ويحببهم فيه ويقربهم منه، ويجعله قريبا إليهم، ومَنْ سُلِب الرفق فكان عنيفا مع الناس، وتعامل معهم بالشدة، أبغضوه وتباعدوا عنه، ذلك أن الرفق ما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه، وما نزع من شيء إلا عابه وشانه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه)، والرفق لا يأتي إلا بالخير، والخير كل الخير في الالتزام بالرفق، والشر كل الشر لمن حُرِمَ الرفق، ومال إلى ضده، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أعْطِى حَظَّهُ من الرفق فقد أعطى حَظَّهُ من الخير، ومن حُرِمَ حَظَّهُ من الرفق فقد حُرِمَ حَظَّهُ من الخير).

    خلق عظيم

    كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم، وكان أرفق الناس بالناس، أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: (ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله، فينتقم لله تعالى).

    وأتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، والقصة يرويها أنس رضي الله عنه فيقول: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه برد غليظ الحاشية، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة، حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه، ثم قال: “يا محمد احمل لي على بعيريّ هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا من مال أبيك”، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: “المال مال الله وأنا عبده”، ثم قال: “ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي”، قال: “لا” قال: “لم؟” قال: “لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة”، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى الآخر تمر).

    ودخل أحدهم الإسلام، وجاء ليصلي في المسجد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء أو سجلاً (دلوًا) من ماء فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا مُعَسِّرين)، وكانت تلك وصيته الدائمة لصحابته ولنا من بعدهم، وكثيرا ما كان صلى الله عليه وسلم يقول: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا).

    “مهلاً يا عائشة”

    وحتى مع المختلفين في الدين والملة كان رفيقا داعيا إلى الرفق معهم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود: السام عليكم (الموت عليكم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليكم، قالت عائشة رضي الله عنها: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش)، فقالت عائشة: أو لم تسمع ما قالوا؟ فقال النبي صلى عليه وسلم: (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي، ولا يستجاب لهم في)، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية مسلم: (لا تكوني فاحشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش).

    وكان رفقه صلى الله عليه وسلم سبب إيمان أحد أحبار اليهود وهو زيد بن سعنة الذي جاء الرسول صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه يتقاضاه ديناً عليه، فجذب ثوبه عن منكبه، وأخذ بمجامع ثيابه، وأغلظ له، ثم قال: إنكم يا بني عبد المطلب مُطل، فانتهره عمر رضي الله عنه وشدد له في القول، والنبي صلى الله عليه وسلم يتبسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج يا عمر، تأمرني بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضي، ثم قال: لقد بقي من أجله ثلاث، وأمر عمر بأن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعا لما روعه، فكان سبب إسلامه، وذلك أن هذا الحبر اليهودي كان يقول ما بقي من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد إلا اثنتين لم أخبرهما: (يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل إلا حلما)، فاختبرته بهذا، فوجدته كما وُصف، فآمن الحبر اليهودي وتصدق لحظة نطقه بالشهادتين بنصف ماله، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد، واستشهد في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر كما يروي الرواة.

    ولا شك في أن للرفق مواطنه، وللشدة مواطنها، ولا خير في رفق في مواطن الشدة، أو الشدة في مواطن الرفق، ولك أن تعجب بهذا الدين الذي يأمر بالرفق حتى في مواضع لا يتصور فيها الرفق، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته).

    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا مع الجميع وأولهم الخدم، وأمر كل من عنده خادم أن يطعم خادمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه، وجعل صلى الله عليه وسلم كفارة لطم المملوك عتقه، قال: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه).

    الرفق بالحيوانات

    ولا نعرف أحداً سبقه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوانات فنهى عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل ما فيه روح، ويروى أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مَرَّ على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: (مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا يرميه)، وكلنا يعرف ما روي عنه صلى الله عليه وسلم من أن الله غفر لبغي سقت كلبًا كاد يموت من العطش، بينما دخلت امرأة النار، لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت. وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله سبحانه سيرفق به يوم القيامة، خاصة من ولي أمراً من أمور المسلمين سواء كانت ولاية عامة أو ولاية خاصة، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لولي أمر المسلمين الذي يرفق بهم ودعا على من يشق عليهم فقال: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فارفق بِهِ).

    والرفق خير كله، وهو يبعد صاحبه عن النار، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب، هين، لين، سهل).

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    الـــريـ K.S.A ـــاض
    المشاركات
    3,152
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    سلمت وسلمت يمناك والله لا يحرمك الا جر والثواب

    دمت بكل ود واحترام

  3. #3
    { .. الدنيــاا حـلـوٍهـ ..!
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    2,546
    معدل تقييم المستوى
    3

    افتراضي

    بــآرك الله فيك
    وكتب لك بـه الأجــر والثوآب
    يعطيك الف عــآفيـه

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    [align=center]بارك الله فيك وجزاك كل خير ووفقك لكل خير

    دمت بصحه وسعاده


    [/align]

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    امير القلوب

    بنت السعودية حلاها غير

    بهيــــــــه

    ويسعدك ويبارك فيكم

    أقدر لكم حضوركم الكريم والجميل

    لاهنتوا

    ما ننحرم منكم يالغالين دايما منورين.

المواضيع المتشابهه

  1. الرفق بذوي الحاجات
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-03-2007, 06:09 AM
  2. الرفق بالحيوان من وصايا نبينا الحبيب
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 19-01-2006, 09:54 PM
  3. رحل رفيق الدرب
    بواسطة سالم بن سعيد القحطاني في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-11-2005, 12:01 AM
  4. ماكان الرفق في شيء الا زانه
    بواسطة العساف في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-09-2005, 05:10 PM
  5. جنيفير لوبيز وجمعية الرفق بالحيوان
    بواسطة **dark_angel** في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 14-05-2005, 08:45 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •