ليس شرطًا أن يكون صديقك غنيًّا او من ابناء الذوات او من اصحاب الجاه او من طبقة معينة او فئة معروفة في مجتمعك. إنما الصديق الذي تحتاج إليه هو من يتصف بالعقل والاخلاق الحسنة والشهامة، هو من يتحلّى بالقيم الاصيلة ومنها ان يفرح لنجاحات الآخرين وكأنه نجاحه، ويسعد لسعادتهم ويحزنه ما يؤلمهم سواء كان غنيا أو من أصحاب الحال المستور. إن من تعب الحياة كما يقول ابو العلاء أن تصطدم بأشخاص في ميدان عملك في الشارع في مجالسنا الاجتماعية وقد تجردوا من اصالة الشهم ونخوة الشهامة، وتفضحهم المواقف عندما تظهرهم على طبيعتهم لك فتبين لك حقيقتهم ومواقفهم فتعرف ان ضحكاتهم ليس إلا مجرد ابتسامات صفراء تخفي خلفها حقدا.. بغضا.. حسدا وقلوبا مريضة وتعرف انهم اصدقاء مصلحة وقربهم أو بعدهم منك وفق مؤشر مصالحهم في النفع أو عدمه، وما أكثر الاصدقاء من هذه العيّنة.. اصدقاء المصالح، اصدقاء المنفعة، الاصدقاء الانتهازيون اصدقاء الرحل والمتعة فقط. مثل هؤلاء الاصدقاء وهذه الصداقات لا نحتاج لها ولا نرغب فيها ولن تتوقف الحياة عندنا اذا ما غادروا ساحاتنا؛ لانهم لم يبنوا صداقاتهم معنا على اساس من الحب وقواعد من الصدق.. فما الداعي ان نبقيهم في خانة الاصدقاء والزملاء؟ لهذا ما اروع الصفاء حينما يملأ القلوب لتصبح قلوبا صافية فتواسي في المواقف الصعبة، وتساعد عندما يكون العون هو المطلب لإظهار عمق الصداقة. نحن نحتاج إلى صداقة تحترم طهر القلوب وصدق المشاعر والقلوب، والمشاعر كفيلة ان تصفح عندما تزل القدم أو يعثر اللسان أو تعظم الذنوب، ولكن عندما تكون القلوب مريضة والمشاعر خالية من الصدق فهي كفيلة ان تكشف اصحابها في كثير من المواقف ليظهروا على حقيقتهم.. «وجزى الله المواقف الصعبة في كل خير»؛ لأنها تكشف الصديق من العدو. ولذلك المرء منا يكون على حذر لان هناك معنا ومن بيننا من يمثل دور الصديق ولكنه بعيد كل البعد عن «الصدق».
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى
صديقًا له ما من صداقته بد
يراه في عمله.. في مجلسه.. في مجتمعه.. فماذا يصنع؟
مواقع النشر (المفضلة)