السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا
اصبح العالم مليء بالتحليلات النفسية ..قد يراها البعض انها احد انواع التسلية ... وكذلك ربما لان من طبع الانسان ان يعرف شخصيات من حوله ...
لكن ماذا عن شخصيتي انا... هل سألت نفسي ماهو التحليل لشخصيتي ؟
ام لان الانسان يعرف نفسه فلا داعي لتحليلها ....
"وليام ريخ"، محلل نفسي شاب، كان متشوّقاً جداً لمقابلة سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي.
درسَ ريخ في عدة جامعات وكان عبقرياً جداً، وربما أكثر عبقرية من فرويد ذاته.
كان فرويد كبيراً في السن، في آخر سنين حياته، عندما كان ريخ يطلب منه مقابلةً شخصية مرةً تلو الأخرى... وفي النهاية حصل على موافقته، مع أن الطريقة التي عامله فرويد بها غير إنسانية أبداً، لمجرد أنه كان شاباً صغيراً، على وشك التخرّج من الجامعة.
لقد أتى ريخ ومعه بعض الأسئلة الهامة، وفي ذهنه صورة عظيمة عن العالم الكبير سيغموند فرويد، كما كان من المفترض.
سأله: "لقد أتيتُ من مكان بعيد لأستفسر منك عن بعض الأشياء:
أولها، إنك تُؤكّد أنه ما لم يُحلّل الإنسان نفسياً وبشكل كامل، فلن يخرج أبداً من تعاسته وارتباكه... هل تستطيع أن تُريني إنساناً تم تحليله بشكل كامل، لكي أستطيع مقابلته ورؤية كيف تكون حالة الشخص النقي تماماً؟
لقد قرأتُ عن ذلك في الكتب، لكن ليس عندي أي تجربة شخصية في مقابلة إنسان متجاوز للتشويش والارتباك، وفي حالة صفاء وسعادة ونقاء."
غضب فرويد وقال: "ما هذا الهراء!.... التحليل النفسي ليس شيئاً بسيطاً. يستغرق الشخص عقوداً بحالها حتى يتم تحليله بالكامل."
صُدم ريخ، لكنه قال: "لقد كنتَ تعمل طوال حياتك، فهل حلّلتَ خلالها أي شخص بالكامل، فأستطيع أن أذهب لأراه؟ لأنه غير هذا لا يوجد أي إثبات لمصداقية ما تقول وتدرّس، من وجهة نظر علمية عملية."
وبرؤيته لفرويد يستشيط غيظاً... لأن فرويد لم يكن معتاداً على مثل هذه الأسئلة، وكان محاطاً دائماً بالأصدقاء المؤيدين المتفقين معه بالرأي واللذين يوافقون على كل ما يقول...
مهما كان الشيء الذي يقوله تافهاً، كانوا يقولون أن هذه هي الحقيقة العظيمة دون أي مناقشة!...
,,,,*
الهذه الدرجة ....
برؤيته لـ فـــرويد الغاضب جداً، قال ريخ: "حسناً، انسَ ذلك الموضوع.... أريد أن أعلم ما إذا كنتَ أنت قد حُلّلتَ نفسياً بشكل كامل أم لا."
واضطر عندها فرويد أن يقول له: "اخرج من هنا! ولا تحاول أبداً أن تعود إلي مرة ثانية! إنك لا تعرف اللباقة أبداً!!"
في الحقيقة، كان زملاء فرويد يسألونه دائماً: "عندما كنتَ تقوم بتحليلنا نفسياً، أصبحنا نعرف التقنية جيداً، فلماذا لا يقوم أحدٌ منا بتحليلك أنت؟ إننا نحب أن نُلقي نظرةً على عالم أحلامك الداخلية، خيالاتك، رغباتك، لنعرف ما إذا كان ما تدّعيه من النقاء المطلق والسلام والكمال موجوداً داخلك أم لا..."
كان فرويد يرفض باستمرار الخضوع للتحليل مع أنه هو مؤسسه.... لماذا كان خائفاً جداً من خضوعه للتحليل؟
لقد كان يعلم جيداً أنه من السهل تقديم النصائح للآخرين، لكن من الصعب جداً أن تُغيّر ذاتك...
نعم انها حقيقة ....الاعمى يدلنا للطريق ...
وكان هو يعاني من مشاكل البشر العادية نفسها، التوتر ذاته، التعاسة ذاتها، الكبت، والانفعالات النفسية، ذاتها التي عند معظم الناس...
وكان خائفاً جداً من فتح عالم أحلامه، لأن ذلك سيُظهر أشياءً خفية... ويظهر أن فرويد مع أنه مؤسس التحليل النفسي، لم تكن حالته مثل الحالة التي كان يحاول أن يجعل الناس عليها.....
المحللون النفسيون أنفسهم يذهبون من فترة لأخرى إلى محلل نفسي آخر، لأنهم أصبحوا مُحمّلين كثيراً بالمشاكل!...
عندما نقرأ في سيرة الانبياء والرسل أي شيء عن التفكّر والتدبّر والحِلم سيد الأخلاق.... وعندما يتكلم الحكماء وجميع الأنبياء والأولياء عن التأمل، فهذا ناتج عن تجربتهم الخاصة وليس مجرد نظريات فكرية وأفكار وفرضيات!
لا يستطيع المرء أن يتظاهر لمدة اثنتين وأربعين سنة متواصلة، لأنه عندها سيحتاج إلى أيام عطلة!!... حتى التظاهر لبضعة ساعات بحالةٍ أنت لستَ عليها، يخلق فيك توتراً وعبئاً كبيراً يجعلك تنسحب وتكشف نفسك عند أتفه الأسباب...
هذا هو الفرق بين التوجّه الغربي في التحليل النفسي والنظريات... والتوجّه الشرقي في التأمل ومعرفة الذات...
التعليق
جميل ان نعيش لحظاتنا في وقتها ...من احزان وافراح ...والتأقلم معها
:23ar:
مواقع النشر (المفضلة)