الجمال هو سمة من سمات الإنسان - ذكراً أم أنثى - تشد الناس للحديث عنها والإشادة بها.
وقد تكون السمة مادية او معنوية، كما أن هذه السمة قد تكون في الأشياء إلا أنها مادية فحسب كجمال الطبيعة وجمال الورد وجمال الحديث وجمال الزي وجمال التعبير.
وسمات الجمال - خاصة في المرأة - هي التي تشد النظر للتطلع إليها وتشد الألسنة للحديث عنها والإشادة بها.
وكلما كانت هذه السمات رائعة فاتنة كان الانجذاب للاستمتاع للنظر إليها والإشادة بها قويا مستمرا.
ويكاد يكون الجمال المادي منحصرا في المرأة لشدة تعلق الأنظار بها وشدة ميل الناظرين إليها.
ويكاد تنحصر سمات جمالها عند هؤلاء الناظرين في حسن التناسق في ملامح وجهها وفي حسن التناسق في أجزاء بدنها، فلا ينظرون الي جمال أخلاقها ولا الي جمال طباعها ولا الي جمال حديثها ولا الي جمال سلوكها ولا الي جمال تصرفاتها ولا الي جمال إقبالها علي العلم والتعلم.
وحبذا لو اتجه الانسان الي الجمال المعنوي نظرا وسلوكا، فقد وجه رب العزة الي هذا الجمال المعنوي في النظر والسلوك في قوله تعالي: (فصبر جميل)، (واهجروهن هجرا جميلا)، (وسرحوهن سراحا جميلا).
إن الجمال المعنوي يدفع الانسان الي رقي أخلاقه وتهذيب سلوكه وتربية نفسة علي الآداب الفاضلة وشغل فكره بالمعاني العالية والمفاهيم الرشيدة، حتي انه في مواقف المنازعات والمعارضات والمشاكسات يلتزم بالموقف النبيل من (صبر جميل) و(هجر جميل) و(سراح جميل).
قد يغرق في الجمال المادي زمنا، لكن عليه أن ينقذ نفسه من الغرق ويتجه الي واحة الجمال المعنوي ليتنفس الهواء النقي ويستعيد كامل صحته وسابق عافيته وقوته.
فإن وجد صعوبة في هذا الاتجاه فعليه أن يحول نظره عن الجمال المادي في المرأة الي الجمال المادي في طبيعة الوجود من جمال خلق السموات والأرض والجبال، وجمال خلق الأنعام والخيل والبغال، وجمال خلق ألوان من الحشرات والحيوان، وجمال خلق الانسان، وسائر ألوان الجمال التي لا تحصي في هذا الكون البديع.
مواقع النشر (المفضلة)