نظرا لعدم التزام عدد لا يستهان به من الشباب بضوابط الاخلاق وقواعد السلوك، ولأن الخوف من رقابة الله وحسابه لم يعد يدور في خلد هؤلاء، وايضا لتأثيرات البيئة الأخرى وما تقوم به وسائل الاعلام المبتذلة التي دأبت على تشجيع الفحشاء والمنكر بيننا نشاهد الكثير من التصرفات المخلة بالآداب العامة، تنتشر انتشار النار في الهشم دونما وازع من ضمير أورادع من قانون أو انزعاج من رقيب. ومن تلك التصرفات “معاكسة الفتيات” والمعاكسة وسيلة للوصول الى الجنس الآخر وظاهرة ترمي فاعلها خارج نطاق الوعي، وهي سلوك افرزه التقليد الأعمى والشعور بالفراغ فالمعاكسة كظاهرة نفسية واجتماعية لا تقتصر على مجتمع من المجتمعات التي وان اختلفت في مستويات تقدمها ورقيها الا ان في سعة الانتشار والحدة تبدو مختلفة من مجتمع لآخر. واذا نظرنا الى المعاكسة فهي ظاهرة قديمة ولكنها تطورت بتطور الزمن الذي نعيش في خضمه، وخاصة مع ظهور الوسائل التقنية التي تحاصرنا من كل اتجاه سواء رسائل الموبايل أو رناته وكاميراته أو حتى المكالمات عليه حيث ينتشر هذا الجهاز بشكل كبير بين الشباب الذين لا حاجة للبعض له الا لممارسة هوايتهم وهي غواية بنات حواء واصطياد عقولهن وقلوبهن ومن ثم اجسادهن.. ليس الموبايل هو الأداة الوحيدة لممارسة لعبة المعاكسة فهناك الانترنت وما يتضمن من “شات وميل” تتعدد المعاكسات حسب طبيعة المكان أي الساحة التي تحصل فيها المعاكسة وذلك بحكم البيئة والتركيبة الاجتماعية، مما لا شك فيه ان المعاكسة في الشوارع ظاهرة تستحق الدراسة والعناية والاهتمام الأمني والقانوني، فمعظم الفتيات لا يعرفن ما هو رد الفعل الصحيح الذي عليهن ان يسلكنه تجاه هذه المضايقات، وعدم معرفة السلوك الصحيح قد يسهم في زيادة هذه الظاهرة، كما يلاحظ ان بعض الشباب يشعرون بمتعة نفسية عندما ترد الفتاة وتدافع عن نفسها. وحول صفات الاشخاص المعاكسين يشير علماء النفس الى ان هؤلاء الاشخاص هم في الغالب غير ناضجين عمريا، ولا يمتلكون أساليب التعبير عن مشاعرهم وهم غير ناجحين في عمل علاقات صحيحة مع الجنس الآخر وكثير منهم يتميز بالانحراف العام ويجدون صعوبة في عملية التكيف على الرغم من نضوجهم الجسدي والنظرة اليهم باعتبارهم كبارا، ولكنهم لا يزالون يعانون من طفولة الذات الاجتماعية وهم نرجسيون ويكرهون الالتزام بالقيم الأخلاقية والاجتماعية.
ان الفراغ والترف وسيلتان لتفعيل هذه الظاهرة فلا بد من الحد منها لكي نحمي جيلا اصابه الوهن جراء الغزو الفكري فما لبث إلا ان انقاد وراء سراب جره الى الرذيلة، والفتاة ايضا لها دور في هذه الظاهرة من حيث أنها تشجع الشباب على القاء حبالهم، ولو كان المعاكسون صادقين لأتوا البيوت من ابوابها وطلبوا يد الفتاه من أهلها، لكنهم عاطلون عن العمل يبحثون عن التسلية واللهو العابث واللذة المحرمة. كوني يافتاتي على حذر من هؤلاء أما الكلمات التي تسمعينها منهم كلمات تقال لك ولكل صيد سهل يغري بنفسه وهم يقولون ما لا يعنون ان الاعراض عن منتهكي الأعراض واخبار الأهل بما يفعلون ليتولوا زجرهم وردعهم من أفعالهم المنكرة وعدم التجاوب معهم حتى على مستوى الرد على كلماتهم البذيئة يجنبك الوقوع في هذا الفخ فمتى ننتبه؟
مواقع النشر (المفضلة)