[grade="008080 FF6347 008000 F4A460 008000"]مال هذا الزمان.. ما له يسير مسرعاً كالمجنون يلهث.. يركض تنقطع أنفاسنا وراءه ما له يجرنا وراءه إلي عوالم لا نعرفها عوالم عجيبة.. غريبة.
ما له يمزقنا إرباً لكي يحقق أهدافه المأفونة ما لنا لا ندري ما يجري حولنا كل شيء يركض بسرعة حتي لا نكاد نراه، نبحث عنه في ثنايا أنفسنا في حنايانا ولا نجد غير الفراغ.. الفراغ.. نريد السلام ولكن هيهات.. هيهات.
أوطاننا تتمزق إلي أشلاء حروبات ودماء في كل مكان جنون.. جنون.
في أوطاننا يطحن الناس طحناً
تقتل أحلامهم عمداً.
والناس في هذا الزمن العجيب بين حالين بعضهم خائف من جنونه ومجونه منغلق علي نفسه في تشرد مخيف والبعض الآخر منساق منجرف مع تياره الانفتاحي في تمرد غريب عجيب.. والشباب مسكين شباب هذا الزمن الهادر مشتت مسلوب الإرادة بين نيران الحروب وانفتاح الدروب! تائه شارد جار وراء السراب لا يستطيع أن يحدد هدفاً لا عن عدم دراية ولكن لأنه خائف ومدرك في نفس الوقت أنه لا مجال لتحقيق هذا الهدف.. تائه مع انفتاح العالم كله بعضه علي بعض واختلاط الحابل بالنابل وحلول الصواب مكان الخطأ والخطأ مكان الصواب، إنك لا تستطيع في هذا العالم أن تعلن عن آرائك النابعة عن قيم أصيلة وإن كانت صحيحة لأنك سوف تجد مئات الأصوات التي تعلن خطأك فتكون أنت الخطأ وهم الصواب.
والغريب والأغرب في قيم هذا الزمن أن الإنسان المسالم المستقيم صار غبيا !
والإنسان الذي لا يراعي قيماً ولا مباديء هو الشاطر؟! ضاعت العواطف في عالم الماديات البحتة، رمي علينا الغرب بظل ماديته الثقيلة التي يشكو من آثارها، وفرحنا نحن بهذا الظل وصرنا نلهو ونلعب فيه إلي أن أعمانا بظلامه فمتي نخرج من هذا الظل الثقيل إلي نور الشمس المشرقة ونرجع إلي طبعنا الجميل النبيل فهل من عودة؟![/grade]
مواقع النشر (المفضلة)