~*¤ô§ô¤*~المــــرأة و الضــــيـــــف~*¤ô§ô¤*~
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان هناك إمرأة من ذوي القربى ،، معروفة بطيبة قلبها ودينها وتسامحها ،، ولا أعرف أحداً من الناس قد ذمها أو كرهها ،، فرحمها الله وجزاها خير الجزاء وأعظمه ،،
قبل نحو ثلاثة عقود ونصف ،، كانت هذه المرأة تسكن القرية ،، فدخل عليها ضيف فأكرمته ،، وقدمت له واجب الضيافة ،، في طبق من الفخار (( وفي ذاك الوقت لم يكن أحد يملك مثل هذه الأطباق )) ،، فأعجب الضيف هذا الطبق ،، فقال لها سأشتريه منكِ ،، بكم تبيعيه ،، فأخبرته عن الثمن ،، فقال لها إنه لايملك هذا المبلغ الآن ،، ولكنه سيعود ويعطيها المبلغ ،، فقالت له هذه المرأة : (( ان جاء حقه أخذناه ،، وإن راح لحقناه )) ،، بمعنى أنه إن رجعت لنا بالثمن أخذناه منك ،، وإن لم ترجع لنا ،، فسنلحق بثمنه يوم الحساب عند الله سبحانه ،، وأعطته الطبق ،،
ولم يرجع ذلك الضيف ،، مرت الأيام والسنون ،، ونسيت المرأة قصة الطبق ،، وانتقلت إلى بيت آخر ،،
وبعد سنين عدة ،، جاء الضيف وبحث عنها ،، حتى وجدها ،، وقال لها بأنه يأسف على التأخير ،، وأعطاها صرة من المال ،، وقدر مليء بالسمن ،، وكيس مليء بالتمر ،،
فقالت له : ماهذا ؟!!!
قال : إن هذا ثمن الطبق الذي أخذته منك في ذلك الوقت ،،
قالت : ولكن هذا كثير ،،
قال : عندما أخذت منك الطبق ،، استبدلته بأنثى من الماعز ،، فبارك الله لي فيها بركةً لم أرها في غيرها من قبل ،، فأنجبت من الماعز ما أنجبت وكانت كلها خير ،، وهذا المال هو ثمنها وثمن ما أنجبت ،، أي انها بثمن الطبق ،، وقد أكلنا من خيرها ما أكلنا وشربنا منه ماشربنا ،، فأحلّينا ،، والتمر والسمن هبة مني لكِ ،، بسبب تلك البركة التي حلّت علينا بسبب طبقك ،،
اختصرت لكم القصة بقدر المستطاع ،، واستخلصت الشاهد منها ،،
وهو خير في تلك المرأة التي بارك الله فيها وفي مالها من حوائج ،،
وأمانة رجل ،، عاد بعد زمن ليرد الأمانة ،،
قصة واقعية ،، تشبه حكايات ألف ليلة وليلة ،، ولو أن المرأة لم تكن من ذوي القربى ،، لقلت إن هذه القصة قد أضيف عليها شيئاً من البهار : )
من خاف الله وأتقاه وتوكل عليه فهو حسبه ،، كما فعلت تلك المرأة ،،
ومن حفظ الأمانة ،، بارك الله فيه وفي ماعنده ،، كما حصل للرجل ،،
قصة المرأة والضيف ،، مثال على من مثوبة من خاف الله وأتقاه وتوكل عليه ،، ومثوبة من حفظ الأمانة ،،
لا أريد أن أطيل في الفلسفة والحديث ،،
فيكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ،،
دمتم في حفظ الله
مواقع النشر (المفضلة)