كانت حلقة المدانة في مسلسل طاش ما طاش حافلة بأكوام من الجمر المستتر تحت الرماد، فالمطلقة في بعض مجتمعاتنا -للأسف الشديد- تعيش أزمة حقيقية مع المجتمع الذي يقسو عليها تارة فيزيل عن جمرها الرماد ليتوهج من جديد، أو يزيد الرماد عليها تارة أخرى فيتركها خامدة بأحزانها إلى حين!
* المطلقة في مجتمع ذكوري لا يرحم ما هي إلا مدانة وإن سارت بطريق البراءة!
كانت حلقة (المدانة) تشير إلى مطلقة ركبت خطأ سيارة رجل لا تعرفه ثم نامت في المقعد الخلفي إثر إحساسها الشديد بصداع مؤلم، ولم يشعر بها الرجل الذي انطلق بسيارته سريعاً إلا بعدما احتجزت سيارته بالرمال بعد تعلقها بمرتفع صغير من الأرض!
المطلقة ربما لا نشعر بها إلا إذا احتجزتنا ظروفنا، مثلما فعل إخوتها حينما رموها في حضن الملايين بتزويجها رجلاً في سن والدها من أجل (حفنة) ملايين.
* بطبيعة الحال حفلت الحلقة بصورة عطرة للأب والذي قام بدوره بجدارة الأستاذ محمد الطويان، والأب يمثل الجيل القديم، ذلك الجيل المثالي، آخر الرجال المحترمين والذي نودع أطرافه بعدما استقبلنا أجيالاً شربت سوء الظن في أكواب الأفعال السيئة!
ذلك الجيل القديم الذي يتحدث فيه الرجل مع جارته.. وتتحدث المرأة مع ضيوف زوجها دون أن تضاء شموع الشك.
* بصراحة خسارتنا فادحة ونحن نودع ذلك الجيل -جيل الآباء والأمهات- الذي ضرب أروع الأمثلة على نزاهة المجتمعات، وعلى الصدق في التعامل، وعلى حماية المرأة ومعاملتها بكرامة وتقدير.
* نعود إلى (المدانة) ونقول بكل أسف:
كلنا ذلك الرجل على ما يبدو، إذا نظرنا إلى المدانة على أنها هي المطلقة، والمطلقة مدانة حتى تثبت براءتها.
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدَّق ما يعتاده من توهُّم
مواقع النشر (المفضلة)