بسم الله الرحمن الرحيم
الصــــدق
الصدق خلق غالي يبحث عنه كل من في الأرض و مطلوب من الجميع ..
لهذا أسميت نفسي بالصدق وأنا أبحث عنه ..
ولنا لمحات في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي أقوال الصالحين وحكم الشعراء ..
تابعوا معي .. من هو الصدق ..
قد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه المطهر عن الصدق الكثير الكثير ومنه ..
قال الله تعالى في كتابه : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } ( البقرة : 177 ) يطلق على العبد بأنه من الأبرار إذا امتثل تلك الأوامر ووقف عند حدود الله وشرعه .
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }.
قال تعالى:{ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ}.
ـــــــــــــ
وفي سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الكثير أيضا مما يحثنا على الصدق ومنه :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا محقت بركة بيعهما ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه "
فهذا هو الرّبح الأوفر لأهل الصدق وأي ربح أعظم من الجنة لكن يبقى أن تسألوا نفسك: ما هو نصيبكم من هذا الخير العظيم؟ فإنه ما زاد نصيب الرجل في الصدقإلا وقلّ نصيبه من الكذب والعكس كذلك وقد قالوا: قد يكذب الصدوق ـ أي نادراً ولكن لا يصدق الكذوب
مواقف الصدقفي حياة النبي صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عباس قال:" لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين} خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا: من هذا الذي يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه، فقال: يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي، قالوا: ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "
ــــــــــــــ
وللصالحين والقادة أقوال في الصدق تنقش بماء الذهب منها :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (عليك بالصدق وإن قتلك)
قال أيضاً: (لأن يضعني الصدق ـ وقلّ ما يفعل ـ أحب إلى أن من أن يرفعني الكذب وقلّ ما يفعل)
قال علي رضي الله عنه : نضرة الوجه في الصدق
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر).
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما كذبت مذ علمت أن الكذب يشين صاحبه"
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "والله لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت"
قال يوسف بن أسباط رحمه الله: "لأن أبيت ليلة أعامل الله بالصدق أحب إلى من أن أضرب بسيفي في سبيل الله"
يقول الإمام بن القيم رحمه الله الصدق ثلاثة أقسام:
1- صدق في الأقوال. 2- وصدق في الأعمال. 3- وصدق في الأحوال.
يقول ابن القيم " الصادق مطلوبه رضى ربه ، وتنفيذ أوامره وتتبع محابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت ركائبها ، ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره من أنواع المنافع"
ـــــــ
وللشعراء قولهم في الصدق
يقول أحمد شوقي
والمرء ليس بصادق في قوله
حتى يؤيد قوله بفعال
يقول أبو الأسود الدؤلي
تحدث بصدق إن تحدثت وليكن
لكل حديث من حديثك حين
يقول زهير بن أبي سلمى
وإن أشعر بيت أنت قائله
بيت يقال إذا أنشدته صدقا
ــــــــــ
وللحكماء أقوالهم في الصدق ..
يقول شكسبير ..
إذا كنت صادقا فلماذا تحلف
مثل عربي
الصدق عز والباطل ذل
يقول ثابت بن قرة
الصدق ربيع القلب وزكاة الخلقة وثمرة المروءة وشعاع الضمير
ـــــ
أخي / أختي : سلوا أنفسكم ماالذي يجعلكم تخالفون الصواب في قولكم وفعلكم أحياناً ؟ وكم مرّة تقعون في ذلك يومياً ؟ وهل تذكرتم آية المنافق ( إذا حدّث كذب ) ؟ وهل أخذتم على نفسكم عهداً ألا تقعون في دائرة الكذب مهما كانت الظروف ومهما أضرّ بكم الصدق وليس بفاعل ؟
أخي / أختي : افتحوا صفحة صدق بيضاء نقية ليس من الغد بل من هذه اللحظة وارفعوا شعار الصدق في كل حين حتى تلقون ربكم به ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً وأنتم صدّيقون – بإذن الله تعالى –
في الختام .. أسئلة لعلها تجد التفاعل
كيف تطبق هذا الخلق في حياتك ؟
كيف تقوم بنشر هذا الخلق بين المسلمين ؟
كيف تقوم بالتعريف بهذا الخلق لغير المسلمين ؟
أسأل الله تعالى أن يجعلنا مع الصادقين وأن يحشرنا معهم وأن يعصمنا من الكذب والزلل وبالله التوفيق..
مواقع النشر (المفضلة)