[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
لي صديق يعتبر بالنسبة لي اخي اكثر من كونه صديقي .. فجعت وتألمت وبكيت
حينما ماتا ابنيه التوأم الوحيدين له في الدنيا بسبب مفحط .. حينما كانا يهمـان
بقطع الشارع للذهاب الى المدرسة وهما يدرسان في صف اول ابتدائي ..
فكان وقع المصيبة قاصماً لظهورنا جميعاً ..لكن ايمانه القوي وعفوه الذي تجلى
بالصفح كان من اكبر المواقف قوة وشدة على النفس ..هنا في موضوعي اكتب
سرد لما حدث بيني وبينه حين التقيته بعد الفاجعة بـ اسبوعين ..
(كانت عيني تنظر ملامحــه .. لتبصر ماهو مدى الاسى والحزن الذي يكمنان في
دواخلــه ..حتى استطيع ان اخرجه من الحالة التي هو فيها .. في وقت تحتــــــم
علي الصداقة فيه القيام بدور بطولي .. وان اترك عاطفتي تعانق عاطفته وتشاطرها
الالمـ ..في لجة السواد المظلم لتضيء قناديل الامـل .. رأيت تلك الملامح وهي ترسم
اشكال عدة للحزن على محياه .. ثم تقاطرت الدمعات .. حينها ادركت ان العيون لاتجود
بدمعها الا في المواقف الصعبة ..
عندها فاضت عيني بما فيها .. وانا الذي كنت ادرايها ..لكنها تهادت بارادة لا يد لي
فيها..
تجول في نفسه زلازل وبراكين الاحزان التي لاتطاق ..ليتها كانت بسبب ابن عاق ..
او فاجعة مال اصابته نيران واحتراق .. فهذا تعاني منه جميع الاعراق .. لكن هــي
نهاية حياة طفلين اختارهما الفراق ..
كان يتمتم ولا اسمعه .. وخديه ملئت بأدمعه ..
اخذت نفس عميق .. ليصحو عقلي من سباته ويفيق .. ليأخذ زمام الكلام من عاطفتي..
مددت يدي ومسحت دمعة .. كأنها ذابت من نار شمعة .. ايقنت عندها انها نتاج اختلاطـ
حلاوة ومرارة.. حلاوة حب نايف ونواف .. ومرارة فقدهما ..
حدق بي ثم أومأ برأسه أومائة يــأس وطئطأه .. رفعت رأسه وقبلت جبينه ثمـ ـ ـ
همسة في اذنه .. رحلا لكن عزائنا انهما في الجنة .. وموتهما لا تجعله نهاية العالم
فلا تحسب انه لم يبق لحياة افضل اي معالم .. اعلم ان المصاب جلل .. لكن لا تجعله
يحدث في حياتك اي خلل .. واني والله مثلك مزعوج .. لكن فرط البكاء لا يجوز ..
قمـ واجعل الحزن هو الذي يبكيك .. وعطني كلتا يديك .. وكم هي الحياة مشتاقة
اليك ..
صريح الكلمة [/align]
مواقع النشر (المفضلة)