إذا سألت أحداً ذلك فسيسارع بإجابته: أن يكون أسيراً أو معتقلا ، ولكن هل ذلك هو فقط المعني الحقيقي لتلك الكلمة؟
إن ما نشاهده علي القنوات التلفزيونية وبالأخص الإخبارية من صور ومناظر لا تحتاج لشخص يشرحها إنما هي بذاتها تعبر عن نفسها وعن مضمونها المليء بمعاني الأسي والحزن والحقد والدمار، فتجعل من يشاهدها يتأثر بها فربما تنزل منه دمعه، إنما هو لا يحس بها لأن الإحساس بالشيء يعني بالتجربة، فإن جربت ان تكون مقيداً ومن ثم شاهدت تلك المناظر ستنصب دموعك انصبابا لأن الألم ما زال في صدرك وما زلت تشعر به، فكمثل ما يعانيه اخواننا في فلسطين من عشرات السنين، وما عاشه العراقيون وما زالوا، وكذلك في لبنان ومصر والسودان وباكستان.. الخ، من سيطرة وفرض لقيود وتشريع قوانين حدت من حريتهم، وجعلتهم مكتوفي الأيدي لا يقدمون سوي التضحيات
كيف يكون ذلك والطفل العراقي والفلسطيني لا يجد بيتاً يأوي إليه واذا وجد يكون مهدوما او مدمرا تحت قدميه! كيف يكون ذلك والشيخ الشايب لا يتكيء علي عصاته بل علي بارود ليدافع عن نفسه وعن احفاده! وكيف يكون ذلك والشباب همهم النار والحجارة!! والنساء يعشن تحت الذل والإهانة؟ كيف يكون ذلك وكل من دافع عن أرضه وعن حقه وعن حريته وعن وطنه يأسر ويعذب الي ان يموت!! أتلك هي الحرية التي يدّعونها ويسعون لتحقيقها؟!.
تخيل معي ان العالم بلا حروب وبلا أحقاد، تخيل معي ان العالم كله كالجسد الواحد كاليد الواحدة كالعين الواحدة.
تخيل.. استمر بالتخيل لأن ذلك ليس بحلم فقط بل حلم مستحيل ، ليس بعد أن طغت المادة علي علاقاتنا الإنسانية علي صدق مشاعرنا، ليس بعد أن أصبحت مصلحة الإنسان الشخصية فوق المصلحة العامة، وليس بعد أن نسي الانسان انه ابن آدم وأن أبناء آدم هم اخوته. فلم يبق مكان للحب والألفة بين البشر!!
كلنا رجاء بأن يتحقق ولو نصف هذا الحلم وليس بيدنا حيلة سوي الدعاء للخالق، فاللهم انصر اخواننا العرب والمسلمين في كل مكان.
مواقع النشر (المفضلة)