كومبيوترات جذابة.. بلمسات شخصية
تصاميم راقية مثل الساعات الغالية والسيارات الفارهة تتلاءم مع ديكور المنزل
بعضها يحمر خجلا لدى لمسه، والآخر يهمس بنعومة في الليل، وجميعها ذات خطوط ومنحنيات أنيقة وحساسة ووجوه لماعة وهاجة تناديك كي تجذبك لمسكها واحتضانها..انها حصاد جديد من اجهزة الكومبيوتر «الشخصية» التي تؤكد على مفهوم الذات الشخصية. ومع الإهتمام والعناية الكبيرتين بالشكل والتركيب والمواد المصنوعة منها، صممت هذه الأجهزة ايضا كي تعرف بأصحابها تماما مثلما تعرف بهم ساعة اليد الأنيقة، سواء على صعيد شكلها، او صناعتها، او تماما مثل السيارة الفارهة الفخمة التي تنم عن الذوق الرفيع والمكانة الاجتماعية. وهذه الكومبيوترات الشخصية يقصد منها العرض والتطلع اليها.. واستخدامها ايضا.
«هذه الأجهزة مختلفة عن طريق شخصيتها الذاتية»، كما يعلق زافيار ليوويرت مدير الانتاج لمجموعة «فايو» VAIO لأجهزة الكومبيوتر في «سوني» في حديث لـ«نيويورك تايمز» على الاتجاه الجديد في ما يتعلق بتعزيز جماليات الكومبيوترات المعاصرة المستخدمة في المنازل والمكاتب.
واضاف ان هذا يجري عن طريق التصميم، لكون بعض الأشخاص غير راغبين بعد الآن أن تكون كومبيوتراتهم عبارة عن علب سوداء بحواف خشنة المظهر حتى ولو تدنت اسعارها الى أقل من 500 دولار. وقال ان الأجهزة الجديدة الجميلة المظهر الكاملة التجهيز هي قطعة يمكن عرضها والتي قد تكلف صاحبها آلاف الدولارات، والتي تثير نوعا من الحسد بين الأصدقاء على شاكلة «أرغب في جهاز افضل شكلا من ذلك الموجود عند صديقي الفلاني».
تصاميم راقية
* وكانت «سوني» قد اطلقت في العام الحالي كومبيوتر «فايو أل أس آي بي سي/ تي في»VAIO LSI PC/TV بثمن 2100 دولار، الذي يبدو وكأنه يطوف على طبقة من البلاستيك الشفاف. كذلك طرحت «سوني» هذا العام مجموعتها VAIO N من دفاتر الملاحظات الإلكترونية بثمن 1000 دولار، الذي يقال انها صممت لتكمل اي عمل فني منزلي عن طريق الألوان الجذابة والخطوط الناعمة.
واحد الوان دفاتر الملاحظات بني بلون القهوة والحليب، سمي على لون خشب أفريقي صلب بغية مساعدة الكومبيوترات الأنسجام تماما مع الأثاث والفرش الخشبي المحبب، كما يقول ليوويرت.
وعن طريق الدمج بين الأداء والشكل الجميل في عصر قد يكون فيه الكومبيوتر البسيط مجهولا بلا اسم ومتهاود السعر، فان الكومبيوتر الراقي يشكل حاجزا يحول دون جعله مجرد سلعة عادية على حد قول ليوويرت، فقد توقفت الكومبيوترات منذ أمد بعيد عن كونها مجرد أدوات بسيطة كما يقول صانعوها، بل أصبحت بدلا من ذلك، كالأجهزة الموسيقية والكاميرات الرقمية وسيلة تعكس اذواق الناس ومطامحهم.
ويقول ريتشارد ميشان مصمم الديكور الداخلي في نيويورك «لا اعتقد انها فكرة صائبة بحيث يجري تصميم الكومبيوترات لكي تبدو وكأنها اشياء من الديكور المنزلي، فأنت تجدها اليوم في جميع غرف المنزل، ونحن ننتظرها كما اعتقد لكي تصبح مزودة بشاشات مسطحة سوداء جميلة المظهر».
ويقول مارك كارنيس المدير العام لقسم اعمال الأجهزة الصوتية الخاصة في شركة «شور» الصانعة المعروفة لسماعات الأذن ان نسق الالكترونيات وتصميمها جذبت المستهلكين، «فهي تعني شيئا».
ديكور إلكتروني
* وتضيف لورين سيرل التي تخرجت حديثا في فرع فنون الغرافيك ان المظهر الخارجي مهم، فعندما ابتاعت كومبيوترها من طراز دفتر الملاحظات لمنزلها في واشنطن، لاحظت ان الكومبيوتر الكبير الأسود لم يكن مقبولا من الناحية الجمالية، «فقد كنت مهتمة في كيفية منظر هذا الجهاز في منزلي. وهذا الأمر كان جزءا من عملية الشراء التي قمت بها». وفعلا اشترت «أبل ماك بوك» ابيض اللون ليتلاءم مع الألوان الموجودة في غرفة النوم حيث ستستخدمه.
ولطالما اعطي تقدير كبير لشركة «أبل كومبيوتر» لانها كرست منذ سنوات فكرة المظهر الجميل للكومبيوتر والشعور الذي يولده من خلال ذلك، لكون الكومبيوترات الشخصية التي اعتمدت على نظم تشغيل «ويندوز» كانت متأخرة عموما في مضمار ما يعتبره المستهلكون أمرا مثيرا. لكن هذا الأمر بدأ يتغير، كما يقول المديرون التنفيذيون في شركات الكومبيوتر المعتبرة مثل «ديل» و«توشيبا».
وأحد هذه الأشياء الجديدة الجريئة هو الكومبيوتر الشخصي الجديد من «ديل» من طراز «أكس بي أس أم2010» XPS M2010 الذي يبدا سعره بـ3000 دولار. وهو ليس بالكومبيوتر المكتبي الكامل ولا بدفتر ملاحظات، بل أمر تطلق علية «ديل» تسمية غير رسمية تدعى «الكومبيوتر المكتبي الجوال».
ذوق وأداء
* يزن هذا الكومبيوتر 18 رطلا انجليزيا (الرطل 453 غراما تقريبا)، مما يعني انه ليس بالجهاز الذي يمكن حمله على الظهر الى المقهى واستخدامه للبريد الالكتروني. وهو مجهز ايضا بشاشة بلورية «إل. سي. دي» قياس 20.1 بوصة مما يوحي بحجمه الكبير. ولكن اذا جرى طوي شاشته فان الكومبيوتر كله الذي يشبه البلاطة السوداء الكبيرة ولوحة مفاتيحه اللاسلكية تدخل في بعضها البعض أشبه بكومبيوتر اللابتوب الذي يشبه بدوره الصدفة الكبيرة. كما ان المفاصل المتعددة الوصلات التي تجمع بين الشاشة والجسم الأساسي تعمل ايضا كقبضة متينة للحمل، لمسافات قصيرة طبعا.
ويعلق بريت فوك مدير مجموعة انتاج دفاتر الملاحظات في شركة «ديل» أن المقصود من جهاز M2010 هو الانسجام مع نسق الحياة الحالية التي تدور في اغلبيتها حول التسلية والاتصالات التي اساسها الكومبيوتر، ومشاهدة الصور الرقمية والفيديو ومعالجة الكثير من المعلومات.
ويضيف فوك بقوله «في الوقت الذي ندخل فيه هذه الأشياء، اي التسلية والاتصالات وغيرها في نسيج حياتنا، بل في صميم حمضنا النووي اذا صح القول، فان المنتجات ذاتها التي جعلت كل ذلك ممكنا بدأت تدخل في حياتنا اليومية وروتينها وعاداتنا».
و«منذ البداية» يتابع فوك، «جرى تصميم M2010» للتكامل مع حياتنا اليومية وعلى انه يمت الى المنزل كأحد اشيائه الضرورية. ولتنفيذ ذلك قامت «ديل» بالأخذ من دفتر الملاحظات والكومبيوتر المنزلي. والملاحظ ان الهيكل الساسي لـM2010 مغلق، مما يعني ان عملية تحديث أجزائه عملية صعبة. لكن شأنه شأن الكومبيوتر المكتبي يملك هذا الجهاز لوحة مفاتيح لاسلكية يمكن نزعها، مع ماوس لاسلكي وأداة للتحكم عن بعد لأغراض التسلية، كمشاهدة الأفلام السينمائية عن طريق أقراص دي في دي. ويبدو كما لو ان M2010 يحمر خجلا عندما يقوم مستخدموه بكبس لوحة مفاتيحه، إذ يتألق للحظة أو لحظتين لدى لمسها.
ولاحظ فوك خلال السنوات الأخيرة ان دفاتر الملاحظات الالكترونية شرعت تزداد قوة وشعبية مع توفرها بكثرة عندما فاقت مبيعاتها الكومبيوترات المكتبية. وأضاف ان «ديل» لاحظت ايضا ان الزبائن شرعوا يعتمدون العمليات الكومبيوترية اللاسلكية التي هي أمر شائع في دفاتر الملاحظات الإلكترونية الجديدة.
وعن طريق أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار شرع فوك يتساءل بينه وبين نفسه كيف نستطيع الخروج بجهاز مكتبي عالي الاداء يجمع كل هذه المزايا ويحل محل دفتر الملاحظات؟
وكانت التصاميم الأولى مزودة بشاشة قياس 19 بوصة، لكن مهندسي «ديل» وجدوا أن هذا الحجم لايتلاءم مع ترتيب مكتبي قياسي عادي. وبدلا من ذلك خرج مهندسو «ديل» بنوع هجين يجمع بين الكومبيوتر اللابتوب والكومبيوتر المكتبي.
وتصميمه الذي يشبه حقيبة رجل الأعمال يعطي XPS M2010 المزود بثمانية مكبرات صوت، وبتردد منخفض تبلغ نسبته 7.1 للصوت المحيط، شكله المميز والقدرة على نقله وحمله من مكان الى آخر. وتحت سطحه الخارجي الأسود اللماع (خلفية الشاشة مغطاة بما يشبه الجلد الأسود) يكمن معالج «إنتل» مزدوج النواة (القلب) بسرعة 2.16 غيغاهيرتز من طراز Intel Core 2 Duo processor مع مجموعة من المواصفات التي ترفع سعره الأجمالي الى نحو 5000 دولار.
ومن الأجهزة المثيرة أيضا جهاز من «توشيبا» من طراز «كوسيمو جي35 ـ ايه في 650» Toshiba Qosmio G35-AV650 بثمن 2500 دولار، الذي هو عبارة عن كومبيوتر دفتر ملاحظات كبير زنة 10 أرطال انجليزية بخطوط أنيقة منحوتة تكشف عن ذاتها وتتلألأ حال فتحه. وخلافا سطحه خارجه الفضي، فان داخله اسود لماع بتفاصيل وسطوح ناعمة الملمس. كما أن شاشته البالغ قياسها 17 بوصة براقة وجذابة، خاصة انه مجهز بمشغل «دي في دي» مبيت فيها لمشاهدة الافلام العالية الوضوح. ويكمن تحت الغطاء معالج «إنتل» Duo processor ثنائي النواة بسرعة 2 غيغاهيرتز. وهو شأنه شأن جميع الكومبيوترات الجديدة الأنيقة له موالف تلفزيوني يمكن للمستهلكين وصله بالكابل أو القمر الصناعي لمشاهدة البرامج التلفزيونية وتسجيلها على الكومبيوتر.
وهناك طراز G35-AV660 المعدل الحديث الذي يبلغ سعره 3000 دولار والمجهز بمعالج «إنتيل» ثنائي النواة Duo processor الأكثر قوة وسعة للذاكرة والتخزين عن طريق قرصين صلبين سعة الواحد منهما 120 غيغابيت.
ويقول ليوويرت من «سوني» انه ادرك ان اغلبية الزبائن لن تقوم بشراء كومبيوترات تكلف أكثر من علبها المتهاودة السعر، «لأن العديد منهم قانعون بالمنتجات التي يمكن استئجارها برسوم مخفضة. وهذا ما يحدث تماما حاليا في سوق أجهزة الكومبيوترات الشخصية «بي سي» لكن هناك قطاعا آخر من السكان الراغبين في دعوة أصدقائهم الى غرف الجلوس والقول لهم «انظروا الى هذا الجهاز الرائع»، على حد قوله.
مواقع النشر (المفضلة)