(الدنيا.. الموت.. الآخرة..)
لعل ما يشغل بال من يخشى الله
مسألة الموت
التي أخفاها الله عن البشر
فلا تدري نفس ساعة أو مكان موتها
هذا الشي قاد للأمل الذي يعيشه
البعض بأن يطول بهم العمر
مع أن أعمار الأمة قصيرة بمجملها
تدور حول الستين سنة أو تزيد قليلا ً
نعيش حياتنا كما يحلو لنا
(لنا = غالبية البشر على وجه
الأرض من مختلف الديانات)
نوم وأكل وعمل وترفيه وعبادة
تختلف من شخص ومكان لآخر
لو حددت ساعة الموت وعرفت
كل نفس ساعة فراقها للدنيا
البالية لانقلبت الحالة:
فلا نجد من يشغل وقته بتجارته
ولا من يقضي الليل سهراً على "فيلم"
ولا من يسافر لطلب متعة وسياحة
لكنها حكمة الله سبحانه وتعالى!
يتجلى هذا الأمر لدى ذوي الأمراض
المستعصية حين يقول الطبيب بأن
أيامه باتت معدودة وقتها يحس بتفاهة
هذه الدنيا الفانية ويستشعر عظمة الآخرة
وما أمامه من طريق وأمر جلل
إخفاء هذه الساعة جعل الشيطان
يزين لنا أعمالنا ويغرنا بالأمل
ساعة تفصل بين عالمين مختلفين
دنيا نعيشها واعتدنا على تفاصيلها
وآخرة نجهل طبيعتها وما ينتظرنا فيها
موت ، قبر ، تراب ، كفن ، سؤال
برزخ ، وحياة أخرى
سنعيشها بانتظار قيام الساعة
في نفس اللحظات
التي لازال هنالك من يولد
ومن يعيش حياته
كما عشناها في الدنيا
هناك من يتوفى صغيراً
وهناك من يرد لأرذل العمر
تختلف النهايات والمصير واحد
شعور النفس تجاه الموت
ربما يكون في شكلين :
رغبة أو رهبة
النفس البشرية تعتقد أحيانا
أن الموت راحة وهذا يحدث أحياناً
عندما تشتد المصائب ويخيم الحزن
ويغيب الأمل فيتمنى الإنسان الموت
ظنا بأنه أرحم من واقع يعيشه
أما من يعيش حياة هانئة رغدة
فهو غالباً يخاف الموت ولا يتمناه
بل ينظر إليه بأنه هادم للّذات
و حياة الهناء التى يعيشها
هذا الشعور يزيد وينقص بحسب قوة
إيمان المخلوق وإتباعه لتعاليم دينه
لو كانت القضية موت فقط
ولاشي بعده لهان الأمر
ولكنت من أصحاب النوع الأول الراغبين
بالموت خلاصاً من واقعنا الدنيوي الزائل
ومانعانيه في هذه الحياة من كبد
لكن ما وراء الموت يستحق التوقف
فالنفس بطبيعتها ميالة للراحة والشهوات
لذلك قل أن نجد من قدم شيئا
لعالمه الأخروي
في عصرنا غابت مسألة الموت
عن بال كثير من البشر إلا من رحم الله
في ظل الرفاهية والخدمات المتاحة
في جوانب الحياة إجتماعياً وصحياً
لكنه يظل موجوداً
يقتنص الواحد تلو الآخر
من شتى الفئات
ويبقى السؤال :
* ترى قبل الموت ماذا سيتغير
في أعمالنا وعاداتنا وطباعنا
وإستعدادنا لمابعده من مصير؟
" خاتمة " :
قال تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ
فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"
(آل عمران:185)
و قال عليه الصلاة و السلام :
" أكثروا من ذكر هادم اللذات " يعني الموت
وأخيراً :
أسأل الله الهداية والسعادة
لي ولكم في الدنيا والآخرة
.
.
.
منقول للفائده00دمتم جميعا بحفظ الرحمن
.
.
.
$$اخوكم$$
@عازف الكيبورد@
مواقع النشر (المفضلة)