قال تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) الآية 19 سورة النور.
نهى المولى عز وجل في هذا النص القرآني عن إشاعة الفاحشة والرذيلة وانتشارها بين المؤمنين فتوعد من يخالف ذلك بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، وفي هذا العصر كثرت وسائل الإشاعة فمنها ما هو مرئي ومسموع وآخر مقروء وصور فوتوغرافية تجمل المجلات والصحف، بل أخذ أصحاب الفئة الضالة وسائل احترافية غرروا بها أبناء المسلمين مع تعزيز مواقفهم تجاه تدمير عقول الوالدين أولاً حتى يصبح صيد الأبناء وانجرافهم وراء انتشارها سهلا ولعل أقرب دليل واضح أمام الجميع القنوات الفضائية والجوالات الحديثة التي أصبحت بمثابة القنوات المتنقلة لما بها من خدمات تساعد على التفنن في نشر الرذيلة وتجدها في جيب كل شاب فنزعوا الغيرة ورسخوا العقول لرسالتهم الرذيلة وزادوا في نفوس شباب المسلمين حب الذات وتملك كل ما هو ممنوع شرعا ونظاما، كيف لا يكون ذلك؟! والوالد والوالدة غابا عن مراقبة حاجات أبنائهم الخاصة من كتب ورسائل وصور وتفقد محتويات جوالاتهم وغاب معهم أيضاً النصائح والإرشادات الأبوية، يا ليتها على ذلك فحسب بل علموهم كيف ينشرون ويشهرون بأعراض الناس فكم من أخت تم تصويرها وهي في غفلة من امرها عند الوضوء وفي المدارس والكليات والجامعات بل وصل الأمر بهم إلى هدم الأسر فكم من فتاة انتحرت وكم من زوجة تطلقت وكم وكم وكم.... ؟
وهذا ما يريده الغرب بنا يريدون أن يعلموا أبناءنا وبناتنا كل ما هو محرم شرعا فلم يقفوا عند هذا الحد بحسب بل علموهم مناسبات هي أساس الرذيلة فها هو (عيد الحب والصداقة والحرية) ووضعوا لكل مناسبة هدايا مخصصة يتبادلونها بل ويعضون عليها بالنواجذ. وأيضاً من أسباب انتشارها عندما غاب الدور الريادي للخطباء والأئمة والمعلمين والمعلمات ورجال الإعلام وتكاتفهم نحو ايقاف هذا الغزو الفكري والعقائدي في الاستخدام غير الأمثل لوسائل التكنولوجيا واستخدامها فقط للرذيلة. وبعد هذا كله ألم يحن الوقت أن نستيقظ من هذه الغفلة ونعود إلى الشريعة المحمدية وما جاءت به من نصوص إيمانية تقينا من كل الرذائل ورسمت لنا طريق الهداية والسعادة وأوضحت لنا كيف نربى أبناءنا على كل ما هو مرض للرب الواحد الأحد، وان نشعرهم بأن الوسائل الحديثة من قنوات فضائية وجوالات انما هي مصنوعة لاستخدامها الاستخدام الامثل ليس لنقل الرذائل وإشاعة الفاحشة وانتشارها.
مواقع النشر (المفضلة)