أسطـــــــورة قصيرة جـــــــــدا ...................
القمر : من أنت ؟
الفتاة: أنا فتاة ابحث عن ذاتي .
القمر: لماذا تجلسين في هذا المكان؟
الفتاة: لعلي أجد أحد أحلامي .
القمر : أحلامك!!!
الفتاة: نعم أحلامي وأمنياتي وذكرياتي .
القمر: ولما إخترتي الليل بالذات؟.
الفتاة: هنا كان اللقاء الأول ، هنا التقت عيوننا دون موعد، هنا تبادلنا القلوب دون أن نعلم.
القمر: متى حدث هذا؟
الفتاة: منذ زمن ليس ببعيد، ألا تذكر ذلك اليوم يا عزيزي القمر؟
القمر: لا اذكر يا صغيرتي، فالكثيرون مروا من هنا ، ولم أذكر أحدا منهم.
الفتاة: بلى كنت هنا ، وكان نور ضياءك يتراقص على أمواج هذه البحيرة العذبة .
القمر:أتذكرينها أيتها البحيرة العذبة ؟
البحيرة : ومن هي يا عزيزي القمر ؟
القمر: تلك الفتاة التي تقف على ضفافك ؟
البحيرة: هل هذه فتاة ؟!!!!
القمر : نعم لماذا تسألين يا عزيزتي ؟
البحيرة: كنت أظنك أنت هناك، فنورها ملأ ضفاف بحيرتي.
الفتاة: شكرا لك أيتها البحيرة العزيزة فهذا من لطفك.
البحيرة: كلا يا صغيرتي إنما أقول الحقيقة.
الفتاة: كيف ؟ لم افهم شيئا ؟
البحيرة: هل اخبرها يا عزيزي القمر أم تخبرها أنت ؟
القمر: لقد كبرت في العمر يا عزيزتي ولم اعد قادرا على أن أراها كما رايتيها.
الفتاة: عفوا للمقاطعة ولكني مشتاقة لكي اعرف.
صوت قادم من جانبها: دعوني اخبرها إذا.
التفت الجميع نحو الصوت، كانت زهرة جميلة تنتشي عبقها من نور القمر، وتنثر عطرها مع نسيم الهواء الجميل.
الفتاة: أنت يا زهرتي تكلمت ؟
الفتاة:نعم يا عزيزتي، هل أخبرك ؟
الفتاة : نعم يا زهرتي.
الزهرة: عندما تتلاقي المشاعر الصادقة بنبع القلوب الصافية، لتعلن عن ميلاد حب كله وفاء وعذوبة ونقاء، عندها يا صغيرتي تتناغم النفوس مع معزوفة الكون كلها.
الفتاة:هل هذه ألغاز يا زهرتي؟
الزهرة : كلا يا صغيرتي ، انظري حولك ماذا تشاهدين؟
الفتاة: البحيرة الجميلة وقد ارتدت فستانا متلألأ من نور القمر الساطع على صفحاتها ، وتزخرفها الأشجار الكثيفة حولها ، بنقوش جميلة ، وتتلاعب نسائم الهواء بها ، كما تتلاعب بسنابل القمح الذهبية عند الغروب.
الفتاة:مهلا يا عزيزتي مهلا، كلماتك لم تكن كلمات وصف عادية لما ؟
الفتاة : ماذا تقصدين يا زهرتي العزيزة؟
الزهرة : لقد وصفتي كل شيء بجمال الألفاظ المتناغمة مع الكون كله فأخذت البحيرة كعروس ترتدي فستانا يتلألأ ، ومزخرفا بوشاح من الأشجار .لقد كانت نفسك تحلق في سماء الكون يا عزيزتي ، تشدو بنغمة الكون الواحدة .
الفتاة: فهمت ما تقصدين، فعندما تحلق القلوب البشرية في سماء المشاعر النبيلة، فإنها تندمج مع الكون كله.
صوت قادم من فوق : نعم يا عزيزتي لقد فهمتي جيدا .
الفتاة تلتفت يمينا وشمالا وفوق: من المتحدث ؟
المتحدث: انه أنا النسيم العليل، لن تريني ولكن دعيني أدغدغ وجنتيك واسرح بين خصلات شعرك الجميل، وامرح بين خدك وعينك وفمك، لأشعرك بوجودي.
الفتاة وقد أغمضت عيناها و مرت نسمة الهواء بين خصلات شعرها المتطاير، وتتنفس بعمق عندما لامستها بين خدها وعينها وفمها: وكأنني أعيش حلما جميلا، الكون كله معي يتحدث، هل هذه حقيقة ؟
القمر: نعم يا عزيزتي إنها الحقيقة، فالحب أسمى ما في الوجود، والحب هو أصل الوجود.
البحيرة: نعم يا عزيزتي، انظري إلى كل ما حولك، انظري كيف تعانق أنوار القمر سطح بحيرتي، وكيف يحمل نسيم الهواء عطر الزهور، وكيف تحتضن شعرك الجميل المتطاير.
صوت قادم من خلفها: آسف على تأخري يا عزيزتي،
التفتت الفتاة إلي الصوت وفي عينيها لهفة وشوق شديدين وارتمت بين أحضانه.
ورفع هو بيده الحانية رأسها ونظر إلى عينها قائلا: أنت أجمل من القمر، وأعذب من البحيرة، وأحلى من عطور الزهور وأرق من نسائم الليل العليل.
وهنا ابتسمت الفتاة في فرحة عارمة ، وقلبها يتراقص من شدة الفرح ، لأن الكون كله كان يبتسم معها.
النهايــــــــــــــــــــة
كتبت هذه الكلمات بهيئة الخاطره والاسطوره اتمنى ان يكون مكانها ملائما هنا في صفحات خواطري لكم مني حبــــــــي وتقديري
مواقع النشر (المفضلة)