للخادم على مستخدمه حقوق كثيرة، منها أن يطعمه مما يطعم، إلا أن الواقع في بعض الأحيان عكس ذلك، حيث رأيت بعض الأشخاص يأكلون ثم يقدمون بقايا طعامهم لخدمهم، وآخرين يأمرون الخدم بطبخ طعام آخر غير طعام أهل البيت، كأن يكون مثلاً خاليا من اللحوم والأسماك، رغم أن أنفسهم تشتهي مثلما يشتهي صاحب المنزل·
تذكر يا أخي أنهم بشر ولهم طاقة محدودة، فهم ليسوا آلات لا تشعر بالتعب، لذا يجب عليك أن تسكنهم في سكن يقيهم الحر والبرد والمطر·
حاول أن تتفقد غرفهم فربما كانت تعاني من خرير المطر مثلاً أو برد الشتاء لتوفر البطانيات، أو حارة صيفاً، فأصلح المكيفات، أعطهم أجرا مناسبا لعملهم ومجهودهم، ولا تستغل حاجتهم وفقرهم وانخفاض مستوى دخل الفرد في بلدهم·
واشترِ لهم الحاجات الأساسية والضرورية، ولا تدعهم يشترونها من مالهم، فما يحتاجونه قليل ولن تتأثر ميزانيتك به، (اعتبرها يا أخي صدقة)، ولا تسبهم ولا تشتمهم ولا تضربهم، بل أحسن معاملتهم وأكرمهم·
كما يجب على صاحب المنزل أن يعاملهم (ذكراً أم أنثى) المعاملة الشرعية التي بينها ديننا الحنيف، فلا تزِد التوبيخ عندما ينسى فعل ما أمرته به، أو يكسر بعض الأواني دون قصد، بل اجتهد أن تعوضه ما فقده من أهل وعشيرة وتباين بيئة، اشتر له بطاقة هاتف كل شهرين مثلاً ليحادث أهله، صدقوني·· إنها تعني الكثير لهم، فبذلك يشعرون أنكم تحسون بمعاناتهم ويطمئنون على أهلهم فيرتاحون نفسياً ويبذلون الكثير لكم، ناهيك عما عند الله من الثواب العظيم· وأن يمسكه بإحسان أو يتخلى عنه بإحسان، فإن الله كتب الإحسان على كل شيء، ولنا القدوة في معاملة سيد الخلق، محمد صلى الله عليه وسلم، لخدمه المعاملة الحسنة، لذا قال تعالى: ''وإنك لعلى خلق عظيم'' سورة القلم الآية (4)، حيث كانت معاملة رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن يخدمه معاملة الوالد الشفوق على ولده، والأخ الرحيم بأخيه·
مواقع النشر (المفضلة)