نعم‚ من قال ذلك؟ من قال أن الأطفال ذوي الحاجات الخاصة هم مجردون من مشاعر الحب والأحاسيس المرهفة؟ ومن قال بأن هذه الفئة بمختلف إعاقاتها تنسى وتنكر جميل من خدمهم وقدم لهم المساعدة ويد العون؟ للأسف هم كثيرون من يصرحون بهذا الكلام‚ ويتحدثون بلغة العصر والموضة والشياكة وكل شيء‚ ليضعوا في بالهم فكرة واحدة: ذوو الحاجات الخاصة أصحاب قلوب خاوية وميتة‚ وادمغة مفرغة من الأحاسيس والمشاعر‚ فهم أي «الفئة المصابة بخلل متنوع في الدماغ» سرعان ماينسون وهم لا يعون ما يدور حولهم‚ لا من صم أو بكم أو عمى أو غير ذلك‚ وكثير من عائلات هؤلاء للأسف تتأثر بهذا الكلام‚ وتحرج من ابنائها وتستحي من اظهارهم أو الحديث عنهم للوجود!
مثل هذه الخزعبلات وأساطير الأولين منتشرة وبشكل كبير بيننا‚ وهي أفكار هدامة ومدمرة تقضي على اولادنا وبناتنا من ذوي الحاجات الخاصة‚ وتساهم بشكل أو بآخر في تدمير طموحاتهم وارادتهم‚ ليتجهوا إلى إغلاق الأبواب واقفال النوافذ‚ والقبوع في المنازل‚ والبكاء طويلاً على ما جرى لهم‚
اليوم‚ أنا «وأعوذ بالله من كلمة أنا» سأثبت للجميع بأن ذوي الحاجات الخاصة اطفال لا ينسون أبداً‚ رغم أن البعض منهم يمتلك اعاقة عقلية تمنع أيا منهم من تذكر الاشخاص‚ والتعرف بهم‚ الا أنهم لم ينصاعوا لذلك‚ واثبتوا انهم بالرغم من كل هذا‚ الا أنهم يمتلكون حسا مرهفاً وجميلاً من خلال هذه القصة التي حصلت معي شخصياً‚ واسردها لكم لكي يعلم من يستهتر بمشاعرهم بأنهم اطفال ذوو أحاسيس ومشاعر رقيقة:
القصة الأولى: في أحد الأيام‚ كنت ذاهب لزيارة جدي ‚‚الله يطول من عمره - في المستشفى والاطمئنان على صحته‚ وقبل أن اصل الى غرفته لاحظت من بعيد ولد ملامحه ليس بالغريب عليّ‚ واقترب مني واقتربت منه‚ قصرت المسافة بيني وبينه‚ اخذت أتأمل فيه فتذكرت بانه احد طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة‚ تعرفت عليه قبل عامين‚ وكانت الولد من فئة «متلازمة داون» وهذه الفئة تتميز بأنها قابلة للنسيان كثيراً‚ لذا يصعب جداً التعامل معهم وتعليمهم ابجديات واساسيات الحياة‚
المهم‚ قبل أن انطق اسمه‚ نطق هو: استاذ السلام عليكم كيف حالك ومد يديه الصغيرتين ليسلم عليّ‚ فبادرته بذلك والدهشة مرسومة على وجهي‚ لأنني أعلم حالتهه واعلم بأن من الصعب عليه تذكر شكلي !
سؤال مهم اكرره في الأخير: من قال ان هؤلاء لا يحسون ولا يشعرون وينسون فضل الجميع؟ اعتقد أن الاجابة يجب أن تكون: لا أحد يستطيع أن يقول ذلك عن فئة عظيمة الشأن عند رب العالمين‚
منقــــــــــول
مواقع النشر (المفضلة)